الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ياعراق دجلة نحن نفتقدك

أين ذهب العراق منذ العام 2003م؟، ومن الذي ذهب به في طريق بعيد؟.. كلنا نعرف الحقيقة، وهي التي جعلتنا نشعر بالحنين لعراق دجلة والفرات، الذي كان يوما بيننا نعرفه ويعرفنا، نسال عنه ويسأل عنا.. فإين هذا الشوق، وأين ذهبت بعيدا عنا يا عراق العرب؟.

ليس هناك شك بأن العرب كلهم شعوبا وأوطانا يرهقهم التفكير حول العراق العربي الذي تغيرت ملامحه، إذ بعد فقدانه، فإنه بكل أسف لم يصبح كل شيء على ما يرام، لأن ما جنته بلاد الرافدين بعد السقوط هو مزيدا من المعاناة، ومزيداً من الظلم والحروب والقلاقل.

كل ما يشعر به العرب تجاهك ياعراق هو الحنين إلى بغداد وشوارعها، وحركة الناس فيها، ويأخذهم الشوق الى أصوات العرب في عصر الدولة العباسية، وهم يقودون العالم الى حضارة جديدة من دار السلام، التي تختفي عنا اليوم بعيدا في ظل انهيار الدولة، وتكسرت أركانها، وصراع أهلها، وتحكم الدخلاء والمستعمرين في مصيرها.


نحن العرب سنحارب بكل شدة صور اليأس والحزن وغياب الأمل في التغيير، وسنحارب أيضا كي لا تعتاد عقولنا على رؤية صور الجائعين من أبنائه نتيجة لواقع مزيف فرضه أولئك الذين جاءوا من خارج حدود العراق لينشر الخوف والرعب، ويختطفوا عراق العرب من أحضان أمه العربية، ورغم شعورنا العام بضرورة الجهاد من أجلك، فإن شعبك وتاريخك حاضرين بيننا، مع أننا نفتقد دورك الحضاري والقيادي.. وكم نحن في حاجة إليه؟! أيها العراق العظيم، أنت اليوم ترزح تحت سطوة مستعمر جديد جاء بلباس التقوى، وضرب الأرض العراقية، كأنه قنبلة سقطت وقتلت أكثر من نصف السكان، ومع ان الموت والقتل في كل مكان إلا ان ذلك القادم الغريب يرمي باللوم على شعبك وأهلك، ليقول لهم:«أن ما أصابكم هو من خطاياكم».. ولك يكتف بخطفك أيديولوجيا، بل أسهم في طرح نتائج شريرة قطعت الوصل بينك وبين أهلك العرب.


من ناحية أخرى، فنحن العرب نفتقد العراق بما يحمله من تاريخ متين، طالما الهمنا جميعا، وجعلنا منه مثالا يحتذى، وتجربة نتعلم منها، ليأتي السؤال المهم: أين أنت يا عراق دجلة والفرات؟.

رسالتنا إليك يا عراقنا العربي، هي: أن خلاصك هو هدفنا، وسعادتك بيننا، ووعيك في تجربتنا، فلا تبخل علينا بالعودة قريبا، والأمل كبير في أن يهتف شبابك قريبا بالنصر، وهم يحملونك على ظهورهم متجهين إلى كل عاصمة عربية شعرت بفقدانك رغم حضورك الوجودي.