الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أنت البطل

مع كل سنة تنقضي من أعمارنا نتعلم المزيد من الدروس، ونكتسب المزيد من الخبرات، وعلى الرغم من تأخُّر بعضها، إلا أن الاستفادة منها ممكنة في جميع مراحل حياتنا.. المهم أن نبادر للتصحيح، وألّا نكابر.

من الأقوال الجميلة التي قرأتها مؤخراً «عليك أن تكون أنت البطل الذي سينقذك، فالكل مشغول بنفسه».

هذا القول السديد، أعاد إلى ذاكرتي حكمة جميلة للإمام الشافعي، رحمه الله، تفيد المعنى ذاته «ما حكَّ جلدك مثل ظفرك، فتولَّ جميع أمرك».


توافُق المعنيين هنا يعزز في نفسي قناعة مفادها أن الحكمة عالمية الدلالة، وأبدية الامتداد، بمعنى أن دلالتها تكون في جميع الأماكن واحدة، وصلاحيتها تمتد إلى جميع الأزمنة.


هنا يتبادر إلى الذهن سؤال: من أين جاءت معظم خيباتنا؟

أكاد أجزم بأنها جاءت من انتظار مواقف معينة من أشخاص قريبين منا، علقنا عليهم آمالاً عريضة، لكنهم فاجأونا بتقاعسهم، وعدم اكتراثهم.

وهذا الخطأ يقع فيه معظم البشر، ولا تكاد تجد إنساناً واحداً لم يقع فيه ولو لمرة واحدة في حياته، لذلك خيبات الأمل كثيرة، وتتشابه أسبابها.

فالإنسان بطبيعته يميل إلى رفع سقف توقعاته من الآخرين، خصوصاً أولئك الذين يظن أنهم معنيون بأمره، مثل الأقارب والأصدقاء، لذلك لا يتردد في اللجوء إليهم عندما يظن أنه بحاجة إلى بعض العون والمساندة.

وعندما يعتذرون، أو يماطلون يتعلم واحداً من أهم دروس الحياة، وهو أن كل إنسان هو الأقدر على مساعدة نفسه، وأن الاتكال على الآخرين خيار فيه من المجازفة الكثير.