الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الأقليات.. صداع مزمن

إذا ما أردنا الحصول على تعريف مبسط للأقلية فهو مجموعة من البشر تقطن دولة أو إقليماً وتختلف عن غالبية سكان تلك الدولة أو الإقليم عرقياً أو دينياً أو لغوياً، ويكون لها هويتها الخاصة.

وتبرز مشكلة الأقليات وكيفية التعامل معها بعيداً عن التمييز، في دول العالم المتأخر بشكل أكبر، وأوضح مما هي عليه في دول العالم المتحضر.

ورغم اختلاف الهويات وتباينها، تبقى الهوية المبنية على فهم الدين هي الأقوى بينهم، وهي مصدر أغلب الأزمات والمشكلات التي تعانيها الدول التي تعيش الأقليات بين ظهرانيها.


وفي غالب الأحيان يكون التمييز من النظام السياسي نفسه، وفي أخرى تقوم الأقليات بتصعيب الأمور على الدولة بسبب مطالبها التعجيزية، وانغلاقها على نفسها، ففي ظل عيشنا في عالم سريع التطور والتغير، لن يستطيع كثير من تلك الأقليات ممن يتمسك بأفكار ومسلَّمات ضاربة في القدم، مواكبة التطور السريع الذي سيمثل تهديداً لوجودهم وهويتهم، لذلك يتقوقعون داخل دائرتهم الضيقة، وتكون لهم بمثابة الملجأ.


ستظل الأقليات مصدر خطر يهدد أمن واستقرار الدول التي لا تزال تتخذ إجراءات تمييزية ضد مواطنيها بناء على الطائفة أو العرق، ويبقى الحل الأنجع والأمثل لمشكلة الأقليات، من وجهة نظري، لو كانت هناك رغبة صادقة في تقليص حجم التفاوت العرقي والإثني والديني، هو: أن يُعامل الإنسان المنتمي للأقلية باعتباره مواطناً كامل الحقوق مثل غيره من مواطني بلده بغض النظر عن انتمائه، حيث الجميع متساوون أمام القانون مع ضمان حقوقهم العقائدية.