الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

صدمة متوسط الأعمار في تايلاند

شكل التقرير الأخير لعام 2019 لرؤساء الجامعات التايلاندية صدمة للقوة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تايلاند، ويشير التقرير إلى أن تايلاند سوف تواجه تحدياً قد يكون غير مسبوق، حيث إن سكانها يشيخون بوتيرة سريعة جداً، مقابل انخفاض كبير بعدد المواليد.

فخلال الألفية الجديدة تضاعفت أعداد من تبلغ أعمارهم 65 سنة، وزاد متوسط العمر من 60 سنة إلى 75 سنة خلال عقدين من الزمن، حيث تزداد الأعمار بمعدل 4.4% كل عام لكل فرد، فيما توقع التقرير أن مواليد 2016 سوف يبلغ متوسط أعمارهم فوق 90 سنة.

كما لوحظ انخفاض عدد الطلاب إلى 40%، وبالتالي سيصبح الفرد قادراً على العمل والعطاء إلى سن الـ 80، وهنا لا بد من إعادة النظر في أساسيات التعليم لأن الفترة الافتراضية للعامل في عمله هي 60 سنة، وهنا يكون العامل محتاجاً إلى تعلم مهارات أساسية جديدة باستمرار.


وتفترض الدراسة أن الفرد إذا انقطع لفترة 15 سنة دون الالتحاق بنظام تعليمي أكاديمي منتظم يصبح أمياً بالمفهوم الحديث للأمية، وتطرق التقرير إلى أن على الجامعات التايلاندية خلال 5 سنوات أن تضع خططها وتنفذها لتبقى فعالة كي تستطيع التكيف مع التحديات القادمة، إذا أرادت فعلاً أن تصبح لها عراقة وتاريخ، وعلى الجامعات أن تفتح أبوابها لجميع الأعمار، فسوف يحتاج الجميع إلى تحسين مهاراتهم عدة مرات خلال حياتهم.


وعلى المصانع والشركات الكبرى فتح جامعات خاصة بها لتعليم المهارات التي تحتاجها لاستمرارها، وإنشاء مؤهلات تستجيب لتغيرات الصناعة، وأن تتحرك بسرعة مع الاحتياجات والمتغيرات للقوى العاملة، بينما سيضع المعلمون منهاجاً مناسباً لكل طالب على حدة، ليتمكن كل طالب من التعلم بالوتيرة التي تناسب قدراته والتفاعل مع المحتوى الأكثر فائدة له، وسوف تصبح الجامعات بدوام مرن على مدار 24 ساعة في اليوم.

ويشير التقرير كذلك إلى أن العالم أصبح كتلة اقتصادية كبيرة مترابطة، فعلى الجامعات السعي نحو تكوين مواطنين لهم منظور عالمي اقتصادي أو على الأقل منظور إقليمي.

إن السؤال هنا يدور حول: أين دور جامعاتنا وكلياتنا ورؤسائها من تشريح واقعنا، ومستقبلنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي؟، وأين مناهجنا من استشراف المستقبل، واستشراف التغيرات التي قد تطرأ على مجتمعاتنا في شتى مناحي الحياة.