الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

القرارات والبدائل

عملية صنع القرار واتخاذه هي جوهر الإدارة وأهم أدوار المسؤول وأبرز معايير تقييمه القيادي، لا يعني ذلك أن سرعة اتخاذ القرار دليل على قوة القيادة ومهارتها، فالاستعجال في اتخاذه دون روية في صناعته، قد يتسبب بكوارث على المستوى الفردي أو المؤسسي لا يقل فداحة عن تأخيره أو التردد فيه.

الكثيرون يعانون من التردد المفرط في اتخاذ القرار، ولأن حياتنا عبارة عن مجموعة قرارات متتالية ترسم مسارنا، فإن محاولة إنكار هذه المشكلة أو تجاهلها تعتبر وصفة مثالية للفشل المتكرر والمعاناة اللا منتهية.

إن للتردد أسباباً عدة، منها انعدام الخبرة السابقة، هاجس الكمال المؤدي للخوف من الفشل، نقص المعلومات، البدائل المتاحة، ثم معايير المفاضلة بين الخيارات، ولأن القرار، وفقاً لبيتر كوتلر، ما هو إلى الاختيار الواعي بين البدائل المتاحة في موقف معين، لذا فالقرارات تتطلب وجود بدائل يتم الاختيار من بينها.


وحتى نتخذ قرارات صحيحة فإننا بحاجة أولاً إلى تحديد المستفيد من القرار، ثم إلى جمع قدر مناسب من البيانات، فقلتها مضللة وكثرتها محيرة، ثم استنباط من 3 إلى 3 خيارات، ثم المفاضلة بينها باستدعاء خبرة سابقة أو استشارة الخبراء والاستخارة، ووفقاً للموارد المتاحة أو العوائد المتوقعة.


ومن أبسط وسائل المفاضلة بين البدائل لاتخاذ القرارات، هو وضع معايير موحدة للتقييم، فلو كان أمام المؤسسة الاختيار بين 3 مشاريع تحقق أهدافها، فقد يكون الوقت، والتكلفة، وحداثة الفكرة معايير معقولة لتقييم المشاريع المقترحة واختيار أنسبها.

كل ما سبق مدعاة لاتخاذ القرار الصحيح والمضي فيه دون تردد، كما قال أبو جعفر المنصور:

إذا كنت ذا رأيٍ فكن ذا عزيمةٍ فإن فساد الرأي أن تترددا