عام جديد يحمل ما نريد

نحن دوماً نُحَمِّلُ البدايات أحلامنا: بيت جديد.. جعله الله عتبة خير علينا، وظيفة جديدة.. علها تخبئُ لنا الأجمل بإذن الله، سيارة جديدة.. نرجو خيرها لا شرها، عام جديد.. ليكون عام خير وبركة ويمتلئ بالإنجاز والنشاط والوفرة.

فهل البيت أو الوظيفة أو السيارة أو حتى العام الجديد؛ كائنات تملك الفعل والإرادة؟، وتملك أن تقدم لنا عطاءاتها من الخير والإنجازات والوفرة، ألسنا نُحَمِّلها ما لا تحتمل، وما ليس لها إرادة فيه، فالخير والشر؛ نحن من يجلبه بسلوكنا وتصرفاتنا وقراراتنا وتعاملنا، والإنجازات لا تتم وحدها، لا بد من أن تكون لنا إرادة فيها، نحن من ينجز ومن يتسبب بحوادث السيارات أو اليقظة لتفادي حدوثها، ونحن من يعمل بجد في الوظيفة فنحقق التميز والنجاح ونحرز المكافأة أو الترقية أو العلاوة.

عندما كنا صغاراً، كنا نثور ونضرب الأرض بأقدامنا عندما ينسكب على الأرض كوب الشوكولاتة الساخنة التي نحبها، أو تتبعثر حبات الحلوى نتيجة حركة غير مدروسة قمنا بها، وعندما تتسخ أوراق الكراسة بعد أن أنهينا كتابة الواجب المدرسي نتيجة تناولنا الأكل بجواره، والأم كانت هي الأخرى تغضب علينا عندما يحدث شيءٌ من هذا، لكنها كانت تصمت إن تسببت هي بسكب الأشياء أو كسرها أو اتساخها، أتدرون لماذا كانت تصمت؟

هذا هو النضوج، الإحساس بالمسؤولية عن الأخطاء والمشاكل التي تقع، والتي نكون نحن المتسببين فيها، والنضوج هو ألا نلعن عاماً مضى ارتكبنا فيه أخطاء أدت لنتائج سيئة، أو أن نتوقع من عامٍ قادم كل ما نتمنى.