الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

متى نقول.. لا؟

من علامات ضعف الشخصية مسايرة الآخرين ولو في أشياء مضرة بحجة الحياء منهم، دون رفض الخطأ بلطف وأدب، وهذا الأمر وللأسف الشديد يظهر بجلاء ووضوح على بعض الصغار والناشئة فيغلب عليهم الخجل الشديد من الرفض، فهم يترقبون ردود أفعال الناس عن رفضهم وقولهم لا، فهل سيحكمون على القائل بالضعف أو الجبن أم ماذا؟

لا بد لنا أن نكون أقوياء في قول لا، فإذا جاء لبعض أولادنا الصغار مفسد يريد أن يغويهم في طريق المخدرات والموبقات فعلينا أن نعلم أولادنا كيف يرفضون، خاصة أن بعض هؤلاء الشياطين يصور لهم أن الشجاعة في استعمال المخدرات فإذا رفض المراهق استعمالها فهو جبان خائف، فعلى أولادنا أن يكونوا أقوياء جداً في قول لا.

وإذا تسلط عليهم بعض دعاة التطرف والغلو لنشر فكر منحرف يضر البلاد والعباد فعليهم أن يكونوا أقوياء في قول لا، ويرفضوا فكره المنحرف، وأتمنى أن تصل شجاعتهم للإبلاغ عن هؤلاء المفسدين ليكونوا عبرة لكل من تسول نفسه نشر التطرف والغلو والرذيلة، وكذلك يقولون لا لمن يريد هدم القيم والمبادئ وأخلاق أبناء زايد الخير، فينشر الرذيلة والميوعة بينهم فيردون عليه بثقة ووضوح لن نستجيب لك.


وكم تعجبني كلمة لا عندما يشاهد بعضهم أن مشروعاً تجارياً تظهر فيه الفوضى وعدم التخطيط والعملية قد تكون من عمليات السرقة والاحتيال، فيصر على قول لا ويرفض المشاركة في المشروع مهما كانت الضمانات الشفهية، فهي إن وقعت الكارثة لا تسمن ولا تغني من جوع، فالعبرة بالأوراق الرسمية، وبعضهم نفسه قوية فيقول: لا لمن يقدم له رشوة في عمله تحت مسميات براقة كالإكرامية وعربون الصداقة وأتعاب العمل، ويبين لصاحب المال أن رفضه لكون هذه المسائل من المحرمات الشرعية والقانونية.


وكذلك المرأة العاقلة تقول لا لمن يشير عليها بآراء تفسد الحياة الزوجية وتهدم استقرار الأسرة، فهي تعلم بخفايا بيتها وزوجها فتصبر عليه، وإن كانت فيه عيوب وأخطاء فهي تغوص في بحر حسناته.

ومن المؤلم جداً أن تشاهد شاباً ضاع مستقبله، لأنه لم يقل لأصدقاء السوء.. لا، ورجل خسر عمله ووظيفته لأنه انخدع بوعود وهمية بالربح السريع فلم يتجرأ على قول لا في الوقت المناسب، ويتقطع قلبك حسرة عندما تشاهد أسرة تشتت شملها لأن أحد الأطراف لم يقل للمفسدين لا.