الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

هوس الشراء.. آفة العصر

في ظل سيطرة الرأسمالية على النظام الاقتصادي العالمي، وفي ظل انتشار المصانع وزيادة إنتاجها في عصرنا الحالي، لن تستطيع الشركات التي استثمرت ثروات طائلة في هذه المصانع الاستمرار والبقاء على قيد الحياة، ما لم تُبقِ عجلة استهلاك البشر لمنتجاتها مستمرة في الدوران.

ونتيجة لذلك، ظهرت النزعة الاستهلاكية التي بدورها تروج وتشجع الناس على زيادة معدل استهلاكهم للمنتجات والخدمات بشكل مستمر، اعتقاداً منهم بأنه سينعكس على حياتهم إيجابياً ويجعلها أكثر سعادة، ومن أجل نجاح هذا الترويج الزائف، استعانت الشركات بعلماء النفس من أجل ابتكار أفضل الطرق وأكثرها تأثيراً في خداع المستهلك وإدخاله في مصيدتهم لضمان استمرار دوران المنتجات.

إن إحدى الحيل التي بدأت ممارستها الشركات هي إنتاج سلع قصيرة الأجل، ما يجبر المستهلك على القيام بشرائها مرة أخرى، وخدعة أخرى كذلك تضمن استمرار الاستهلاك هي تغيير المنتج وتحسينه بشكل مستمر، وهو ما يجبر المستهلك على مواكبة أحدث المنتجات.


أما مع دخول الناس في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، فإن النزعة الاستهلاكية أصبحت تقفز قفزات كبيرة وبشكل مخيف يهدد حيوات الناس واستقرارهم على المستوى النفسي والاقتصادي والاجتماعي، دون وجود ما يكبح جماح نزعتهم الاستهلاكية، التي أصبحت مثل كرة الثلج التي يصعب إيقافها.


واحدة من إيجابيات النزعة الاستهلاكية هي تسهيل عملية الشراء للمستهلك بمجرد كبسة زر دون تكبّد عناء الذهاب للمتاجر، بالإضافة إلى إبقائها على دوران عجلة الاقتصاد.

ويبقى أحد الحلول لهذه المعضلة من وجهة نظري هو نشر الوعي بحجم الدمار الذي يحدث للبيئة بسبب زيادة الإنتاج، ما من شأنه تهديد كوكب الأرض، وتوعية المجتمع بالآثار السلبية على العلاقات الأسرية والاجتماعية.