الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الاهتمام بالآخر

الاهتمام بالآخرين من صميم التربية والأخلاق، ومن لا يهتم بالآخرين إنما هو يعاني من مشكلة أخلاقية كبيرة، لذلك نجد البعض يعاني مشكلة حقيقية من سوء أخلاق من حوله، من الأقارب والأصدقاء و الجيران.

فالاهتمام له أوجه عديدة منها الاهتمام داخل كيان العائلة، كاهتمام الزوج والزوجة ببعضهما البعض والأبناء، وقد يمتد ذلك إلى اهتمام الزوجة بحامتها أو حماها أو الاثنين عماً، وأيضاً اهتمام أبناء العم وأبناء الخالة ببعضهم البعض، واهتمام الجيران فيما بينهم.

كما أن بعض الشعوب تمتاز بجمال الأخلاق وطيبها كالعرب والفنلنديين والماليزيين، وبعض الشعوب لها سمعة سيئة في أخلاقها، ففي أوروبا مثلا رغم السمعة التي يحاولون ترويجها عن أنفسهم، إلا أن بعضهم يعاني من مشكلة أخلاقية حقيقية، من عدم احترام الآخرين وعدم تقدير كبار السن والأطفال والنساء، ومن هذه الشعوب الشعب الألماني.


فقد جاء في كتاب «تاريخ الألمان» للكاتب«فايت فالنتين» المترجم للغة العربية والذي يستعرض تاريخ ألمانيا بشكل موثق ودقيق حتى إعادة توحيدها عام 1990، حيث ذلك يذكر الكتاب: أن الألمان ككل البشر يتحلون بصفات القوة والإبداع، إضافة إلى نقاط ضعف عديدة. ومما يعينه ذلك ان ألمانيا التي أنجبت أينشتاين وبيتهوفن وغوته وغيرهم من العباقرة الأفذاذ، أنجبت في الوقت ذاته مجموعة من الغوغائيين ممن جروا عليها الحروب والكوارث.. إلى أن يقول في الكتاب:«أن الألمان لم يكونوا في يوم من الأيام مريحين لجيرانهم، ولم يرغبوا في أن يحبهم الآخرون، كما افتقروا إلى الموهبة التي من شأنها إيقاظ مشاعر الحب تجاههم، وكان يحلو لهم أن يكونوا دوما على صواب».


في أكثر من رحلة لمدن عديدة في المانيا، نلاحظ هذا الإحساس المتنامي من كره الألمان لزوارهم و جيرانهم، و في حديث مع سيدة ألمانية كانت تبدو عليها علامات الطيبة، قلت لها: لماذا أنت مختلفة عن باقي الألمان؟..

أجابت: لأني متزوجة من رجل عربي وقد تعلمت منه حسن الخلق ومعنى الابتسامة والكرم و معاملة الآخرين بالحسنى، أما نحن الألمان على العموم فلا نحب الأجانب وخاصة الملونين.