السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

المسلم الوسطي.. الخيارات المرنة

إن التفكير المرن هو التجديد وتوالد الأفكار وخلق الحل الأفضل في الوقت المناسب، والاجتهاد عموماً هو مطلب شرعي للتفكير المرن والتغيير المطلوب، ويراد منه استنباط الحلول، وحمايتنا من غلو الأفكار، وبقاء الدين صالحاً لكل زمان، كما يعتبر التشدد من جهة أخرى مُخرباً لجهودنا نحو الازدهار، ومقوضاً لأمننا في بيئة متغيرة.

إن التفكير المرن الخارج عن المألوف لا يعني سرد المغالطات على المنهج المعتمد أو غياب الموضوعية؛ ولن ترتقي بذلك أفكارنا إلى درجة التنوير والاستقلال والتفرُّد.

إن التساؤل: هل يقلص مقتل الزرقاوي أو بن لادن أو البغدادي من أفكار الجماعة أو يحد من انتشارها ويأتي بأفكار مضادة تقابلها؟، في الحقيقة لا أعتقد ذلك، فالأهم من ذلك هو ملاحقة أفكارهم ومعتقداتهم المُضللة ودحضها بأفكار مرنة تصحِّح أخطاءهم، لأن زعزعة الإيمان بأفكارهم هو الملاذ الآمن.

وإنه من الخطأ الاعتقاد أن الأفكار تموت، وأنها إذا ماتت فلن تحيا مرة أخرى، فالأفكار لها فصول ومناخ وظروف مناسبة لكي تعود وتشتد على أيدي أولئك الذين وافقت نفسياتهم الدافع الإجرامي أو راقت لهم تلك الأفكار الفاسدة.

لقد تدرجت الأفكار الإرهابية، وتولدت من رحمها أفكار زرعت حقول الموت، وإن مَن لم يصنع أفكاره ومناهجه فستصنعها أفكار الآخرين من أجله برؤية قد لا تليق به، ولا يُستبعَد أن يصنع خصومه أفكاره، أو يفكرون بدلًا منه.

فإن لم يجد المسلم الوسطي الخيارات الفكريّة المرنة التي تنسجم مع عقيدته وزمنه، فإنه سيُسحق بالأفكار الإرهابية الهدامة، لذا فإن الحاجة إلى التحلي بقوة التفكير المرن هو السبيل نحو صدها، وإنما ينجح التفكير المرن إذا قُويت القناعات به، وتوفرت التضحية في سبيله، ووُجد الرجال له والاستعداد من أجله، وهذا هو الدور المنتظر من المسجد والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام على اختلاف صورها وأشكالها.