الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لا تقترب.. حتَّى لا تحترق

نبدأ معكم بعدة تساؤلات لا تستدعي تفكيراً عميقاً، منها: لماذا خلق الله الكون بمقدار وانتظام لحركة الكواكب والشمس والقمر؟ ولماذا نترك بيننا وبين المركبات في الشارع مسافات كافية؟ ولماذا كانت تلك الفراشة المسكينة كلما تحوم حول الشمعة وتقترب أكثر حتى تحترق رغم قصة هيامها المعروفة؟

هكذا هي العلاقات الإنسانية أينما كان محيطها، سواءٌ في العمل أو في المنزل أو بين الأصدقاء والأزواج، تحتاج إلى تلك الفواصل والنقاط، والفهم المتبادل الذي يترك لطرفي العلاقة هامشاً يتحركان فيها إما اقتراباً أو ابتعاداً.

نرى حولنا كمّاً من علاقات الصداقة والزواج التي انتهت في لحظات الغضب، وأكواماً من أوراق استقالات وإقالات أُسقطت على المكاتب في العمل رغم قوة العلاقة بين الرئيس والمرؤوس، نتيجة الاقتراب والاقتران المبالغ بالطرف الآخر، وعدم ترك تلك المساحة التي يحتاجها أقطاب العلاقة.


من ناحية أخرى، فإن الابتعاد أكثر من اللازم عن دائرة المستقطب قد تؤثر، فمثلاً هنالك مسؤولون إن لم تتردد على مكاتبهم بشكل مستمر تقل درجة ثقتهم بك، وتصبح منسياً مبعداً مع مرور الوقت، وهو أمر لا يشترط أن يكون صحياً دائماً.


وكذلك الحال في العلاقة العاطفية، إذ أحياناً تظن أن الطرف الآخر قد تغير عليك في الوقت الذي يمر فيه بضغوطات معينة، فتبدي مزيداً من الاهتمام بالاقتراب في وقت انفجار القنبلة، فتجني رد فعل معاكساً.

لا بد أن نعي أن الإنسان يمر بمرحلتي الحركة والسكون، ويجب أن نعرف حسب الحالة المزاجية للفرد متى نقترب أكثر ومتى نبتعد، ولكل تصرف مغزى فكما يقال: «لا تقترب إلى حد إبصار العيوب ولا تبتعد إلى حد نسيان المحاسن».