الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

هذا الهم ومن تصدى له

دون أدنى شك، فإن التربية وتعليم النشء مسؤولية جسيمة، وهي، إن صح التعبير، همّ عظيم ورسالة في غاية الأهمية والحيوية للأجيال المتتالية، فالحصول على القيم النقية والمبادئ القويمة والنهل من الخبرات الراسخة والاستفادة من الدروس البليغة نهج متوارث وعادة عند كل أسرة وعائلة تريد لأبنائها وفتياتها التميز والنجاح وحياة صحية من مختلف جوانبها النفسية والجسدية.

وهذا جميعه يعتمد اعتماداً كلياً على ما نقدمه لأطفالنا من قيم وما نورثه في قلوبهم من مبادئ وما نعلمهم خلال مسيرة حياتهم ونموهم من دروس ومعانٍ متنوعة عن الحياة، فإن جاءت تربيتهم بحرص وفهم ورؤية واضحة تقدم الخير والغايات السامية والمثل العالية كانت مخرجات هذه التربية قويمة وصالحة.

عند الحديث عن التربية، كأنك تتحدث عن بحر متلاطم من الأفكار والهموم والتطلعات، فأولاً وأخيراً أنت تتحدث عن حياة طفل وكيف تنظم هذه الحياة وكيف تزودها بكل مفيد، تتحدث عن طفل في مقتبل العمر تريد له النجاح والقوة للتغلب على ما سيواجهه من هموم وعقبات خلال مسيرته الحياتية، وعندما نقول بحراً فلأن في هذه التربية تنوع كبير وتعدد لا يكاد ينحصر أو يتوقف، فأنت مسؤول عن الملبس والمأكل وأيضاً عن الصحة والسلامة فضلاً عن غذاء الروح والمبادئ الناصعة والقيم الراسخة، وهذه المسؤولية ليست منوطة بوقت محدد أو بزمن مؤطر بل هي دائمة منذ الصرخات الأولى لهذا الطفل وحتى نموه واعتماده على نفسه، وحتى بعد انطلاقته في الحياة بحيوية وهمة تبقى التوجيهات والنصائح متوالية في كل مناسبة دون أي حساسية أو تأجيل.


وإن تعدد الأطفال تعددت الهموم لأن كل طفل له شخصيته وميوله وتطلعاته، وأيضاً وجهات نظره، وعلى الأم والأب التوافق معها ومسايرتها وذلك بكل جهد للتشجيع والتوجيه والنصح والإرشاد.


من خلال هذا يتضح لنا جلياً أن تربية الأطفال تتطلب قدراً عالياً من المسؤولية وأيضاً من التعب النفسي والجسدي للأم والأب، لذا علينا دوماً تذكر كل تلك الجهود العظيمة التي بذلت من أمهاتنا وآبائنا، وتقديرها وجعلها دوماً نصب أعيننا، وأيضاً تعلم درس عن تربية الأطفال ومتطلباتها.

فاطمة المزروعي

[email protected]