الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

العطاء.. المعنى الحقيقي

كل عطاء جميل لا خلاف على ذلك، لكن ثمة عطاء أصدق من عطاء وأكثر اكتمالاً وأعمق تأثيراً.

إن العطاء الأصدق من وجهة نظري هو العطاء الإنساني بمعناه الواسع، الذي يستفيد منه كل البشر، فلا يقتصر على فئة دون أخرى، أو حيز جغرافي دون آخر، والشعور بالجوع واحد، والإحساس بالمرض واحد، والمعاناة من انعدام الاستقرار والأمن واحدة، لذلك كله يجب أن نمنح عطاءنا للفئات الأكثر استحقاقاً وحاجة، دون النظر إلى دينها أو مذهبها أو لونها أو عرقها.

يجب أن نفعل الخير من أجل الإنسان، وليس من أجل المصالح التي نسعى إليها، يجب أن نداوي المريض لنخفف آلامه، ويجب أن نُنفق على المسكين لنشبع حاجاته، ويجب أن نسدد ديون المعسر لنفرج كربته.


بعبارة أخرى أكثر شمولاً يجب أن تكون راحة الإنسان هي غايتنا، ومن خلال مساعدة المخلوق نصل إلى غايتنا الأسمى، والتي هي رضا الخالق عز وجل.


نعم، كلنا نبتغي الثواب في الآخرة، لكن يجب أن تكون نيتنا مساعدة المحتاج أولاً، والله سبحانه برحمته وكرمه وعدله لن يحرمنا الأجر.

لو فكرنا في ثواب الآخرة قبل تفكيرنا في تخفيف معاناة المحتاج، فنحن هنا نفعل الخير من أجل مصلحتنا الشخصية، أما لو فكرنا في تخفيف معاناة المحتاج قبل تفكيرنا في ثواب الآخرة، فنحن هنا نفعل الخير من أجل الإنسان، أي من أجل الخير نفسه، والفارق بين النيّتين كبير.

لذلك كله أنظر إلى كل محسن يفعل الخير من أجل الخير نفسه، على أنه إنسان صالح سواء أكان على نفس ديني أو على غيره.