الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

طموح لا يتوقف

دخلتُ دائرة حكومية فرأيت شاباً في أوج حياته الوظيفية، فسألته عن شهادته الدراسية فذكر لي أنه لم يحصل على الشهادة الثانوية حتى، ثم اشتكى أنه لم ينل تقديراً كافياً في عمله.

والعتب في هذا الموضوع قد يوجه إلى هذا الشاب قبل غيره، فدون هذه الشهادة لن يحصل على الفرصة الوظيفية المناسبة، ومن الخطأ أن يقبل على نفسه بأن تمر عليه السنوات وهو لا يواصل تعليمه ودراسته، وأن يبقى في منصبه الذي يراه لا يملأ طموحاته.

وفي جانب آخر أذكر أن أحدهم وقد توفي رحمه الله، درس في الجامعة دراسة مسائية بينما كانت ابنته تدرس في نفس الجامعة في الفترة الصباحية، إلى أن أنهى دراسته رغم كبر سنه، كما أذكر أني حضرت تكريماً لامرأة في الـ80 من عمرها وقد حفظت بعض الأجزاء من القرآن الكريم، ومن أعجب ما مر علي أن عاملاً يعمل بشركة من الشركات أُسندت إليه مهمة إعداد الشاي والقهوة في إدارة مركز حكومي لتحفيظ القرآن الكريم، فطلب من إدارة المركز أن تسمح له بأن يحفظ القرآن الكريم على يد بعض المشايخ في الفترة الصباحية، وبذل جهداً عظيماً إلى أن أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً في ذلك المركز.


ومن الهمة العالية التي رأيتها عند بعض الأفاضل أنه سعى لإكمال دراسته العليا وأنهى مرحلة الدكتوراه رغم أنه يعمل في جهة مهمة جداً ولم يترك عمله، ولديه عدد من الأولاد ويسكن في مدينة بعيدة عن الجامعة.


وهكذا الهمة العالية والطموح الكبير، فالركون إلى الدعة والكسل والعيش دون هدف نبيل نسعى لتحقيقه قد يجعل الحياة مليئة بالهموم، فالنفس إن لم تنشغل بالخير انشغلت بالشر، والعمر إن لم يمض في الخير قد يمضي في الشر والعياذ بالله، والتعلم لا عمر له، فيمكن للإنسان أن يستغل أوقات فراغه في مسائل مفيدة، وأن يستفيد من الإعلام الجديد في تعلم أشياء أفيَد.

فبعضهم تعلم لغة أخرى من خلال (يوتيوب) وبعضهم استفاد جداً من أصحاب الخبرة في مختلف المجالات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والطموح الأكبر عندما يحرص الواحد منا على تعلم أشياء مفيدة تعود عليه بالنفع والخير في دينه وتقربه إلى الله، وكذلك أيضاً إذا تعلم الواحد منا مهارات مفيدة يمكن أن يستفيد منها الناس، فاجعل طموحك عالياً ولا تتوقف عن التعلم.