الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

زمن المصداقية

الخبير البريطاني تيموثي لي، والذي يُعزى له أحد أهم اختراعات القرن العشرين " شبكة الويب العالمية”، واختصارها (WWW) اخترع أول متصفح ومحرر لهذه الشبكة، والتي غيرت العالم ومفاهيم التكنولوجيا، وسهل التواصل وتناقل المعارف والأفكار حول العالم.

ولكن هذا الخبير يحذر بأن هناك أخطار تهدد مصداقية الإنترنت أهمها انتشار الأخبار الكاذبة، والتي يجهلها الكثير من الناس ارتكازاً على مصداقية المؤسسات الإعلامية الحكومية سابقاً.

هناك عدة أنواع للخبر الكاذب، ومنها خبر يحمل عنواناً كاذباً ولا يعكس المحتوى الداخلي لجذب القراء، وهناك خبر مُضلل يعطيك عنواناً صادماً ويقدم لك تفاصيلاً و مصادر غير موثوقة، والغاية منه تحقيق هدف سياسي، وهناك أيضًا خبر ملفق، والذي يجمع عاده بين الكذب والصدق لإضفاء المصداقية على الموضوع.


إن بعض الإعلاميين والخبراء والباحثين لديهم القدرة على التفريق بين الأخبار الصادقة والكاذبة، ولكن عامة الناس لا تقدر على ذلك، لذا لا بدّ من التأكد من مصداقية ما نقرأه، من خلال البحث عن مدى مصداقية كاتب الخبر، فربما يكون صحافياً مرتزقاً، أو منظمة متطرفة أو شركة علاقات عامة تخدم مصالح لوبيات معينة كتجار السلاح أو شركات الأدوية أو شركات السجائر أو غيرها.


في هذا الصدد، ذكرت قناة «آي بي سي» الأمريكية أنّ موقع «آي بي سي كو» مثلاً يستغل اسم القناة الشهيرة وينشر أخبارا كاذبة، ويريد إيهام الناس أنّه الموقع الرسمي للقناة، و تحدّثت وكالة «بلومبيرغ» عن وجود موقع اسمه «بلومبيرغ ماس» ينشر أخباراً كاذبة، وهناك جهات ودول مستفيدة من هذا التلفيق وفق مصالحهم السياسية والاقتصادية.

فمثلا حاول البعض أن ينسي العالم هذا حادث اسقاط الطائرة الاوكرانية عن طريق إثارة ضجة الاختراق المفتعلة لموبايل صاحب شركة أمازون، واتهم فيها السعودية (وطلع ان اخ صديقته هو اللي باع الصور والمعلومات)، وهم يعلمون بذلك ولكن اتهموا السعودية لخلق بلبلة وتخفيف الضغط عن إيران، وتسريبات الحَمدين مع القذافي لتدمير السعودية وغيرها من قضايا تورط مثلث الشر قطر - تركيا - ايران فيها، ولكن مع كل فضيحة تخرج لنا مواقع وحسابات بقصص وحكايات تملأ الأفق الإعلامي تغطية على فضائحهم.

إننا ننسى قولة تعالى: (يا ايها اللذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا)، فالخبر لم يعد مجرد نشر معلومة وإنما أضحى سلاحاً يستخدمه الظالم لمحاولة تدمير المظلوم وفهمكم كفاية.