الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

مشروعان رائدان

تابعت قبل 4 سنوات، إطلاق (برنامج إعداد العلماء الإماراتيين) الذي يرعاه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، ويقوم بتنفيذه (مركز الموطأ للدراسات والتعليم) بإشراف من رئيسه الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ومنذ أيام تابعت إطلاق (مشروع المئة عالم)، الذي أطلقه وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية، الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، والمشكاة واحدة، وفضل الله كبير.
أعجبني في برنامج (إعداد العلماء الإماراتيين) أنه قام من أجل تخريج نخبة من الكفاءات العلمية الإماراتية الشابة، المؤهلة لنشر قيم الإسلام السمحة وتعاليمه السامية، والإسهام في الحفاظ على الأمن الروحي للمجتمع الإماراتي، والتأثير الإيجابي في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية، وتوسيع الإشعاع الديني والفكري المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة في العالم الإسلامي خاصة، وعلى الصعيد الدولي عموماً، وشدني في (مشروع المئة عالم) أنه يهدف إلى إعداد وتأهيل جيل متفرد من الأئمة والواعظين والمدربين والعلماء الشباب، يكون قادراً على إدارة الحوار المجتمعي في القضايا العصرية والمستجدات بكفاءة واقتدار في مجال اختصاصه، الذي يتطلب ثقافة عامة واسعة، وغير نمطية ولا تقليدية، ويكون قادراً على تمثيل وزارة الأوقاف، وتمثيل مصر في الداخل والخارج تمثيلاً مشرفاً يليق بريادتها الحديثة، وتاريخها العريق، وحاضرها ومستقبلها العظيم، ويليق بتاريخ أزهرها الشريف وريادته ومرجعيته الدينية في مختلف دول العالم، واستوقفتني المفردات الجوهرية التي ذكرها الدكتور محمد مختار جمعة في إطلاق مشروعه الرائد (مشروع المئة عالم) وخصوصاً قوله «إننا نحتاج إلى مفكرين، وبناء شخصية علمية قوية، ولا نحتاج إلى الوعاظ الحكائين والبكائين الذين يضللون الناس» وأحسن حينما أكد أن البرنامج سيتضمن التبحر في اللغة العربية، وأنه سيتضمن ثقافات عامة علمية وطبية واقتصادية وعامة حتى يدرك المتخرج المتغيرات الحياتية المعاصرة.
إن البرنامجين السابقين، وغيرهما من أمثال هذه البرامج المركزة والهادفة، تفتقد إليها كثير من الهيئات المختصة، والتي يجب عليها أن تراعي ما يسميه العلماء المتخصصون (خطاب الوضع)، و(خطاب التكليف)، حتى تُخرِّج للمجتمعات أجيالاً متكونة بتكوين علمي متين ومتكامل ورصين، يجـمع بين الطرق التراثية الأصيلة المتوارثة، والطرق العصرية المتعارف عليها، ويستوعب الأصول والمناهج التي طورتها تجربة المذاهب الفقهية المختلفة.