الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

السيارة آلة أم شريك حياة؟

توجد عادة حميدة في عائلتنا، وهي أن السيارة التي نشتريها ونستخدمها لا تباع مهما تقدم بها العمر، وحتى لو اشترينا غيرها فعائلتنا (تقدر العشرة)، ومهما تخاطف الخُطاب وتجار سيارات (السكراب أو الكلاسيك) فالبيع مرفوض فهي شريكة الأيام والذكريات المفرحة والمحزنة، ولا نعتبرها فقط (سقفاً ومكينة ودابة)، فهي معنا إلى آخر رمق، وتنتهي مثل ما ينتهي الفارس الشجاع (الونش يحملها من حوش البيت إلى مثواها الأخير).

في أوروبا ورغم وفرة وفاعلية وسائل المواصلات العامة بمختلف أشكالها وأنواعها، إلا أن الاعتماد على السيارة الخاصة لا يزال كبيراً، وللسيارة علاقة خاصة بمالكها، لدرجة أن البعض يدلل سياراته فيطلق عليها أسماء دلع، ومن ذلك (بيبي وبينتي أي نحلتي، وفروقي أي ضفدعتي)، فيما يفضل آخرون إطلاق اسم علامة تجارية، من قبيل (غولفي ومرسيدسي وجاغواري)، وهي في الأصل سيارة صغيرة من ماركة شارفت على الإفلاس.

إطلاق أسماء الدلع على السيارات منتشر حتى في العالم العربي، فمثلاً المرسيدس تسمى في مصر بالتمساح والخنزيرة والشبح والحوت، في حين ساد لفترة اسم «ليلى علوي» على السيارات برادو بالسودان، وذلك بعد زيارة قامت بها الممثلة لإقليم دارفور بسيارات من تلك النوعية.


وتويوتا رباعية الدفع تسمي (وداد) نسبة لزوجة مسؤول كبير في السودان، وهناك نوع من لاند كروزر كان يسمي (نواب) لاستخدامه من قبل نواب البرلمان في فترة ما.


وفي السعودية يطلقون على تويوتا كامري «كموره»، و تويوتا هايلكس «الهــلــي»، ولومينا يسمونها في جده (لولو) و تويوتا كورولا (غوريلا) واللكزس رباعية الدفع يسمونها (جيب الأمراء) واللكزس ES300 - (كامري الشيوخ)، ويمتدحون الكامري ويقولون عنها (الكامري تحت أوامري)، والكابريس يسمونه (غرفتين وصالة)، أو الصابونة، وبعضهم من عشاق المصارعة الحرة يسمونه (أندر تيكر أو الحانوتي).

سيارات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها في الوطن العربي، وقد نتفق أو نختلف عليها ولكن تبقى أسماء الدلع تخليداً لموديل السيارة، وللزمن والمكان الذي عاشت فيه.

إن لي عتباً على الإخوة في مصر، ما الذي ألم بالناس التي كانت تقترح أسماء لكل موديل جديد للمرسيدس؟، حيث نزل في السنوات الماضية أكثر من جيل وأكثر من نوع، ولم يتم اقتراح أسماء «دلع جديدة» بعد الشبح وأبودمعه ونسأل.. عسى المانع خير؟