الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإدارة العلمية.. والمستقبل

بعد مضي قرن على بروز المدرسة العلمية في الإدارة على يد فريديك تايلور في 1911 وتلامذته من بعده مثل هنري غانت، هل ما زالت هذه المدرسة صالحة للحياة؟

لقد طورت الإدارة العلمية الشكل الهرمي والوظيفي للهياكل التنظيمية، وتطويع العاملين للعمل كالآلات بالاعتماد على إدارة الجودة الشاملة وإدارة المشاريع، وبفضل هذا الانضباط تحققت نجاحات هائلة للشركات.

ومن أبرز الأمثلة حينها، كانت شركة فورد للسيارات التي تحولت من شركة صغيرة في عام 1910، إلى شركة تستحوذ على 60 ٪ من سوق السيارات العالمية في غضون 10 سنوات فقط، واستطاعت بآليات الإدارة العلمية أن تُخفض وقت تجميع المركبة من 12 ساعة إلى 90 دقيقة، مع تخفيض سعرها من 850 دولار إلى 300 دولار!


لكن يبدو أن «قرن الإدارة العلمية» - كما أطلقت عليه شركة ماكنزي للاسشارات في تقريرها - قاب قوسين أو أدنى من الأفول، لأسباب تتعلق بتسارع خطوات التطور بدخول التكنولوجيا المزعزعة، وشيوع المعلومة، وحرب استقطاب المواهب.


وذكر التقرير أن الشركات بدأت تعاني من اضطراب داخلي وفشل في البقاء، فمن ضمن قائمة أكبر 500 شركة غير مالية في 1983 لم يتبق منها في عام 2013 سوى 10 ٪ فقط.

ووفقاً لاستقصاء آراء 1900 مدير تنفيذي حول العالم، فإن 83 ٪ من الشركات قامت بتعديل هيكلياتها واستراتيجياتها في السنوات الثلاث الماضية -أي بوتير أسرع من ذي قبل، ورغم ذلك لم تنجح منها سوى 23 ٪ فقط.

مع بزوغ فجر الثورة الصناعية الرابعة والاقتصاد القائم على المعرفة، هل سنشهد أيضاً ولادة مدرسة إدارية جديدة تواكب التغيير وتحقق الطموح لغد أفضل؟