ماذا يقترح يوتيوب؟

الناس يزورون يوتيوب للبحث عن المحتوى، قد يشاهد أحدنا فيلماً أو لعبة فيديو، قد يشتري أحدنا منتجاً أو يتابع خبراً، ويتجول فيه ليرى قول الناس وتعليقها حول هذا الفيلم أو هذا الحدث، يبحث ويجد نتائج عدة، وقد يجد مقطع فيديو جيداً ومتزناً، وعلى جانب منه هناك مقترحات لمحتويات أخرى، وهنا تبدأ المشكلة.

يوتيوب يريد منك أن تبقى أطول مدة ممكنة بين نوافذه، ويريد منك أن تشاهد العديد من مقاطع الفيديو، ولكي يفعل ذلك يجمع المعلومات والخوارزميات، التي تقترح عليك المحتوى الموالي الذي يمكنك مشاهدته، فإن كنت تحب كرة القدم فسيقترح عليك مقاطع إضافية لهذه الرياضة، لكن بين حين وآخر بعض هذه القنوات تتحدث عن أمور أخرى أو تستخدم الرياضة لبث أفكار مثل العنصرية والتطرف.

وبمجرد النقر على أحد هذه المقاطع يعتقد يوتيوب أن المشاهد مهتم بمثل هذا النوع من المحتوى، فيعرض عليه المزيد من التطرف ونظريات المؤامرة، وهنا فالطفل أو المراهق الذي يريد أن يكون جزءاً من مجموعة قد يبدأ في تبني هذه الأفكار لكي يتقبله الآخرون، وهذا قد يعني مشاركة الآخرين أفكاراً لم تكن ضمن اهتماماته.

ما قد يحدث بعد ذلك هو أن يتعرف المشاهد على أفراد يحملون الأفكار نفسها ولديهم مجتمعات إلكترونية بعيدة عن أعين رقابة المؤسسات الكبيرة، وهناك يمكنهم الحديث بحرية أكبر عن أي شيء وهذا يتضمن المزيد من التطرف ودعوات العنف والقتل، والإرهابي الأسترالي الذي قتل المصلين في نيوزيلندا مثال واحد، ونحن في المنطقة العربية لسنا ببعيدين عن هذه المشكلات.