الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

مدرسة «أم اللولو»

ليس من ضمن اختصاصاتها التدريس، ولا يعمل فيها أيّ مدرس، كل شيء فيها مختلف ومُلهم، لا تتبع وزارة التعليم، ولا تصنف ضمن المدارس، ولا تقع على اليابسة حتى.. هناك في وسط البحر، تقع منصة «أم اللولو» إحدى أكبر منصات النفط البحرية في العالم التابعة لأدنوك.

في الطريق إليها برفقة شمّا المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، للمشاركة في حلقة شبابية نظمتها المؤسسة الاتحادية للشباب، بالتعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك.

في وصفها قال الدكتور سلطان الجابر: «إن المهندس الشغوف يراها كما يرى الطفل المغامر والمحب للترفيه مدينة الملاهي، وإنها لكل حالم، أرضٌ للأحلام».. وصفٌ في محله، فكل شباب الإمارات العاملين في تلك المنصة يبدون وكأنهم يمارسون هواية بشغف، حققوا فيها الاحتراف، وأكثر ما ألهمني تلك العيون البراقة، والروح الشبابية العاشقة لخدمة الوطن، وهي تشع بريقاً أحمر، أخضر، أبيض، أسود، تماماً مثل ذلك العلم الشامخ على قمة المنصة.. على تلك المنصة كنت طالباً حضر حصة حول خدمة الوطن في مدرسة أم اللولو.


شباب الإمارات العاملون في هذه المنصة يهندسون، ويبرمجون، ويتابعون أدق التفاصيل، وإضافة لكل مهامهم عملوا كمعلمين، قدموا لي درساً لا ينسى في العمل، بعيداً عن العدسات، والتغريدات، ترجموا حبهم للوطن من خلال الإتقان والاحتراف والإحسان في العمل.. علموني معنى الإخلاص في العمل براً وبحراً وجواً.


اللافت أن محور الحلقة الشبابية لم يكن حول الاحتفاء بإنجازات الشباب في الحقول فحسب، بل كانت لزيادة الإنتاجية، والارتقاء بالأداء، ومضاعفة الإنجازات، تشاركنا الأفكار والآراء، وتبادلنا الخبرات والتجارب.. حلقة ينتفض لها الوجدان، كان الامتنان حاضراً بين فريق العمل، والفخر عنواناً، وغرس زايد مثمراً.. لم نجتمع لنشهد أثر الاستثمار في طاقة النفط فحسب، بل اجتمعنا لنشهد كذلك أثر أهم استثمار، وهو استثمار قيادتنا في الشباب أغلى طاقة للدولة

عبارة «صنع في الإمارات» على واجهة منصة النفط البحرية زينت الهياكل والمعادن، معدن البناء، ومعدن الإنسان الإماراتي الأهم من أيّ بنيان.

كم أتمنى لو تستطيع الكلمات أن تعبر عن مشاعر الفخر، أو تنقل صور جمال تلك الأرواح الشابة، أو توثق الفيديوهات كل ساعة عمل.. فشكراً لمجلس شباب أدنوك على التنظيم، وشكراً لقيادة أدنوك على استثمارها في طاقات الشباب، وشكراً لكل شاب وشابة يعملون ويخلصون لدولة الإمارات.. منصة «أم اللولو»، زرتها مشاركاً في حلقة شبابية وغادرتها طالباً تلقى أجمل الدروس في خدمة الوطن.