الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

فلنخشَ كورونا

سافرت إلى إحدى الدول الخليجية التي أعلنت عن وجود إصابات كورونا بين رعاياها، وقد قدموا من إيران تحديداً، وكنت أكتب مقالي وكل من حولي يرتدي الكمامات الطبية، وبينما الآن الساعة تشير إلى 09:40 صباحاً، كانت كل الأخبار في المقهى الذي أجلس به، تتحدث عن أضرار الكورونا على السينما، وعدد القاعات التي تم إغلاقها في الصين وإيطاليا.

كان النادل في المقهى يرتدي الكمامة الطبية، والقادمون إليه أيضاً، سعدت بوجود وعي بين المواطنين، واهتمامهم بوجود غسول طبي يعصر في وسط أكفهم في كل مرة يلمسون أو يحركون شيئاً ما، فتذكرت ابنة أختي الصغيرة منذ أن التحقت بالروضة في سنتها الأولى، والتي لم تكن تتخلى عن الغسول، حيث كنت أجده معلقاً في حقيبتها بأمر من المدرسة.

إن المواطن الخليجي الذي اكتشف في وطنه وجود حالات كورونا، في الحقيقة لا يريد أن يصاب هو أو أسرته أو من في محيطه بأي عرض من أعراض هذا المرض، الذي من الممكن أن يؤدي إلى الموت، لكني لم أجد ندوات تثقيفية على مستوى عالٍ تتحدث عن هذا المرض بشكل جليّ في المجمعات التسويقية أو الأماكن التي يرتادها المواطنون بكثرة، فليس مطلوباً من المواطنين أن يبحثوا عن أضرار هذا المرض عبر الإنترنت، بل لا بد أن تكون التوعية أكبر من مجرد كمامة طبية وكأنه فقط هو من يقوم بهذه المهمة.


إن الشعور بحالة الخوف والهلع أمر مهم، فأنت لا تريد أن يتحول وطنك لمرتع للأمراض، لكن يجب أن يكون هناك تعاون بين المواطن والدولة في مواجهة هذا الخطر.