الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الحياة ثلاثية الأبعاد

شهدت مرحلة منتصف التسعينات ظهور الألعاب الإلكترونية من خلال جهاز «الأتاري»، وكانت ألعابه ثنائية الأبعاد، تتحكم فيها بشخصية «هادسون» الذي يغامر بحياته في مواجهة الخفافيش والحشرات، لينقذ «تينا» من الوحوش التي اختطفتها، ويتم بذلك انتصاره، وبالتالي تتحقق متعة اللاعب.

كما كنت تتحكم بشخصية «سوبر ماريو» الذي يجتهد ليواجه الحشرات والمدافع والقذائف والفطر السام، وذلك لإنقاذ الأميرة من الأسْر في قلعة الشر، لكنه يحقق مراده عند وصوله إلى القلعة الأخيرة، وهناك لو تذكرون لعبة «رود فايتر» والسيارات الزرقاء والصفراء التي تحيط بسيارتك الحمراء وتهددها، فتسعى بدورك للتغلب على التهديدات.

الآن أصبحت الألعاب «3D»، أي ثلاثية الأبعاد، تماماً مثل حياتنا، في هذه الألعاب تخسر كل شيء إذا خرجت من اللعبة، تخسر الأموال والأملاك والشريك والمراحل الافتراضية التي أحرزتها، يتوتر اللاعب حينها ويحتد، فيسمع من يقول له: «ما بك؟.. إنها لعبة، لا تستحق العصبية» وبالمقابل، تسعد وتبتهج إن ربحت، تماماً كما يحدث لنا في الحياة، عندما نخرج منها نخسر كل شيء، لا نملك أي شيء، نخسر المحيطين، وهم كذلك يخسروننا.


يا لها من لعبة سخيفة تلك التي لا تكون فيها تحديات وعقبات لنجتازها وننتصر ونبتهج بالانتصار بعد العناء، لعل سر متعة الحياة لا يكمن في مسراتها بل في وجود العقبات فيها، وفي فرحتنا حين نتغلب عليها، فهمومنا مسلية، فيها متعة التحدي لإيجاد المخارج والحلول، لذلك ليس علينا أن نحزن. ولكن تزيد حياتنا على الألعاب ثلاثية الأبعاد، بمشاركة كافة حواسنا فتكون أكثر متعة.. إنها لعبة ممتعة.