الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كورونا.. الموقف الصحيح

يبتلي الله عباده بمختلف أنواع البلاء، فعلينا أن نلزم أمر الله في السراء والضراء، وما نشاهده هذه الأيام من انتشار لفيروس كورونا يدعونا إلى وقفات صادقة، لنكون في الموقف الصحيح، فمن أهم الأمور التي يجب علينا أن ننتبه لها، صدق التوكل على الله، وهذا الأمر مفيد جداً في إزالة القلق والهلع عن بعض النفوس، فمن غير المقبول أن يكون عندنا هلع عظيم وتهويل جسيم لمرض خطير، ولكنه غير موجود إلا بشكل محدود، ويُواجَه بإجراءات احترازية وعلاجية كبيرة وضخمة تقوم بها الدولة بمختلف أجهزتها الصحية وغيرها، فلنترك الهلع والخوف، فاليقين بالله عظيم جداً، فهو جل جلاله الحافظ الحفيظ، ومن النقاط المُبشرة جداً هدوء الناس في الإمارات، خصوصاً في التعامل مع المرض، فهذا هو المطلوب، وهو دليل وعي وثقافة عالية لدى الناس.

ومن الأمور المهمة أيضاً، أن نحرص على بذل الأسباب الوقائية لتفادي المرض، فبذل الأسباب من الدين، وعلينا أن نأخذ تعليمات الجهات الطبية على محمل الجد، ونتقيد بكل التوجيهات الصادرة من الجهات الرسمية، ولو كنا نرى أن بعض الإجراءات لا داعي لها، فهم أدرى منا وأعلم، ويبذلون جهوداً كبيرة في مواجهة الفيروس، بل قد يعرضون حياتهم للمخاطر من أجل حماية الناس.

ومن أخطر الأمور في هذه الأوقات، تداول الشائعات والفهم المغلوط للأخبار، فمن الناس من يتداول شائعات لا أساس لها من الصحة، بل قد تنشرها جهات تريد الشر والإضرار بالوطن والناس، فلا يجوز تداول هذه الشائعات، وبعضهم يفهم الأخبار بشكل مغلوط، فإذا سمع عن إجراء احترازي أساء الظن بالجهود المبذولة، وتكلم بكلام عجيب غريب تحت شعار (لا يوجد دخان من دون نار)، وهذا دليل قلة وعي وفهم ومسؤولية.


ومن قدّر الله عليه وابتُلِي بهذا المرض، فليلزم، أولاً، الهدوء واليقين وحسن الظن بالله، ثم ليبذل كل الأسباب المعينة على الشفاء والتعافي من هذا المرض، وبإذن الله سيشفى منه، وعليه أن يتقيد وبشكل صارم جداً، بجميع التعليمات الصادرة من الجهات المختصة، فالمسألة لا تتعلق بمرضه وحده، بل المسألة تتعلق بأمن المجتمع وسلامته، فهو مطالب بالصبر والاحتساب وفي ذلك الأجر العظيم، وهو مطالب أيضاً، بألا ينقل المرض للآخرين قدر الاستطاعة، وهذا فيه أجر كبير.