الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«كورونا» وشائعاتها.. أيهما أخطر؟

الخوف، أسوأ مستشار للإنسان، وقد تكون غريزة الخوف أقوى الغرائز على الإطلاق، حتى إنها أقوى من غريزة البقاء، وخلال الفترة الماضية زاد هاجس التوتر والخوف، وخاصة مع انتشار فيروس كورونا وكثرة الأخبار والمعلومات غير الدقيقة، والإشاعات التي أصبحت هي أكبر مأوى للجراثيم، ما يعني أن الهلع من كورونا أسوأ بمراحل من المرض نفسه.

والتاريخ يحدثنا عن مظاهر الهلع والخوف في الأقاليم الصينية خلال عام 1334، مع انتشار الطاعون الأسود، وانتقاله إلى أوروبا ومعظم دول العالم، حيث إن الغالبية قتلت نتيجة الهروب الهستيري من مناطقهم وهيامهم في البراري والغابات والصحاري دون طعام وماء ودواء، وكذلك عبر سجون الحجر الصحي الجماعي، ويقول المؤرخون: إن الثلث منهم قتل بالمرض والثلثين بالإشاعات وتوهُّم الإصابة بالمرض.

اليوم، ومن خلال بعض الإحصاءات عن فيروس كورونا نجد أن 40% من الأشخاص أثرت عليهم المعلومات التي وصلتهم عبر قنوات التواصل الاجتماعي في تغير نمط حياتهم اليومي، وأن 66% من النساء مقابل 34% من الرجال، وأن الأعمار من 18 إلى 24 يعتقدون أن 90% من المعلومات الصحية والطبية التي يحصلون عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي صحيحة.


من ناحية أخرى، فإن 56% من المعلومات عن الفيروس كورونا تنقل من البحث على الويب، و22% عبر فيسبوك، و20% عبر يوتيوب، و6% عبر تويتر، وإذا تمت مراجعة جميع المعلومات الواردة عبر هذه القنوات فسوف نجد 15% فقط موثوق منها، وبهذا الخصوص يقول البروفيسور البريطاني بول هنتر: «هنالك الكثير من التكهنات والمعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة في مواقع التواصل الاجتماعي عن كيفيه نشوء الفيروس ومسبباته وكيفية انتشاره.. والمعلومات الخاطئة تعني النصائح الخاطئة، التي تؤدي إلى سلوك خاطئ يفتح المجال أمام مخاطر أكبر في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث يستفيد كل قطاع من التواصل الاجتماعي، وقطاع الرعاية الصحية ليس استثناء من ذلك».


لهذا كله، أصبح توظيف خبير في التواصل الاجتماعي في هيئات الرعاية الصحية ضرورة، وخاصة في إدارة الأزمات، وكذلك إشراك الأفراد عبر التعليم والتمكين وتوفير المعلومات الصحيحة، وأيضاً توفير خريطة صحية فورية والحصول على منصة لتفاعل الآراء والأفكار.. يبقى أن نعلم أن الإشاعة أيضاً فيروس قاتل.