الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

هل يتفوق علينا الذكاء الاصطناعي؟

في عقود مضت، كان هناك خوف من الحاسوب وقدراته، خوف صورته المسلسلات والأفلام بحاسوب قادر على التفكير وله شخصية، وفي الغالب يريد أن يدمر البشرية لسبب ما، أو روبوت قادر على الحركة وله قدرة على إيذاء الناس، والسؤال هنا: ألم يفكر أحدهم بهذه الخطورة قبل صنعه؟ هذه المخاوف كانت تعرض خوفاً فعلياً من أن يصل الحاسوب يوماً للتفوق على الناس، ويصبح أكثر ذكاء.

ولا تزال هذه الفكرة موجودة بيننا إلى اليوم، لكن تغيرت ليطرح البعض فكرة أن الحاسوب فائق الذكاء لن يكون، بالضرورة، أمراً سيئاً، لأنه سيكون قادراً على علاج مشكلات لم نستطع كبشر أن نجد لها حلاً، وهناك فئة ترى أن علاج «الموت» واحدة من هذه المشكلات، ويسعون للوصول إلى الحياة الأبدية، برفع عقولهم إلى حواسيب، والعيش هناك إلى الأبد أو إلى أن يتسبب شخص ما في حذف بياناتهم!

هذه المخاوف تركز على جانب يتفوق فيه الإنسان على الأجهزة، لكن الأجهزة والبرامج لم تستطع بعدُ، الوصول لهذا المستوى، فالذكاء الاصطناعي يروج له على أنه شيء يمكن أن يتفوق على الفرد، ويستدلون على ذلك بقدرته على التفوق في مباريات الشطرنج مثلاً.


المختصون في الحاسوب يعلمون أن صنع برنامج للعبة الشطرنج، لا يمكن أن يُستدل منه على قدرة الحاسوب على التفكير، بل قدرته على حساب عدد هائل من الاحتمالات، وهذا لا شك أمر يتفوق فيه الحاسوب ومنذ عقود.


إن الحاسوب أسرع في العد والحسابات، وهذا ما يجعله مفيداً، لكنه لا يزال جهازاً يحتاج لبرمجة ومبرمجين.