الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

إذا انتشر الوباء.. الزم النظام

إذا انتشر الوباء في البلاد وجب على الناس الالتزام بالنظام، فبالنظام واتباع الإرشادات وتنفيذ التوجيهات والتعليمات يمكننا أن نتقي الوباء، الذي إن أهملناه أصبح كارثة تأخذ العباد وتدمر البلاد، وكم من أمة استهترت وغدت في خبر كان.

في اللغة الوَبَاء هو المرض المنتشر العام وجمعه أَوْبِئَةٌ، والمصدر وَبُؤَ أي اِنْتَشَرَ وَبَاءٌ وَخِيمٌ، والوباء هو كُلُّ مَرَضٍ عَامٍّ، كَالْجُدَرِي، والجذام، والطَّاعُون.

الشاهد أن الناس هذه الأيام تستهزئ كثيرا بالكوارث و الأزمات و الأمراض، و هي تخلط الجد بالهزل، غالبية من نراهم لا يأخذون مسألة انتشار وباء مثل كورونا (كوفيد 19) COVID-19 على محمل الجد، بل يستهزؤون بالموضوع و يحسبونه هزل، و ما هو بالهزل، بل يرجعون المسألة إلى أنها أشبه بالأفلام أو الروايات الخيالية لا غير ذلك!


وإن كانت أشبه بالروايات أو الأفلام، فلا يستدعي ذلك أن نستسهل الأمر ونبسطه، فالاستخفاف بالمصائب والنوائب والأهوال إنما هو مصيبة عظيمة وجسيمة، فكل ما يعصف بالعالم من كوارث ومصائب إنما هي رسائل ربانية للناس لكي يتّعضوا ويعوا، ولكي يشكروا الله على نعمه الكثيرة التي لا نعيها الا إذا فقدناها، وأهم تلك النعم الصحة.


ولاة الأمر وكل من يعمل على حفظ البلاد من المسؤولين مما يعصف بها من ذلك الوباء العنيف القاتل، إنما هم رحمة سخرها الله لنا لحمايتنا وحفظنا من الهلاك، فاتباع النظام والإرشادات وتنفيذ التوجيهات والتعليمات الصادرة في هذا الأمر الجلل، إنما هو دور مهم للمشاركة في عون ولاة امرنا والرجال المخلصين لحفظ هذا الوطن من الانهيار تحت وطأة هذا الوباء المخيف.

لكن وإن رحل هذا الوباء، و هو راحل بإذن الله، فلابد أن نعي المسألة و نستوعب هذا الدرس المهم، و هو أن الأمم المتحضرة لا تتحضر إلا بمنظومة متكاملة من القوانين و الإرشادات والتوجيهات و التعليمات، التي تنظم حال المجتمع و تؤسس لنمط حياة جميلة آمنة تقوم على حفظ حقوق الآخرين باتباع الأنظمة التي من شأنها الارتقاء بالمجتمع و ضمان تحضره.