الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

وحدة إدارة الفرص

إدارة المخاطر المؤسسية واحدة من أهم منهجيات التخطيط الاستراتيجي، والتي تهدف إلى التعرف والقياس والتعامل مع المخاطر المُحدقة بتحقيق رؤيتها وأهدافها الاستراتيجية، وكذلك خططها التشغيلية، والتي تعتبر أمرًا حيويًا في طريق السعي إلى تحقيق النجاح.

لقد تم الاعتراف بشكل متزايد بإدارة المخاطر كقضية محورية حرجة تنبع من الأحداث والأزمات بشتى أنواعها سواء المالية كأزمة عام 2008، أو البيئية كحرائق الغابات أو الأعاصير، أو السياسية أو الارهابية وغيرها من الأزمات التي تهز العالم، بل وتحول مساراه بشتى الطرق، ولعل ما نشهده اليوم من إجراءات للتعامل مع وباء كورونا أوضح دليل على ما قد تفعله المخاطر حال وقوعها.

لكنني اليوم، أود أن أسلط الضوء على الجانب المنسي والمغفول عنه في مثل هذه الأزمات، ألا وهي الفرص التي تأتي برفقة تلك المخاطر!، فقد يبدو البحث عن الفرص وسط المخاطر فكرة عبثية أو نوع من الجنون، إلا إنها في الحقيقة فكرة بديهية أكدها الله تعالى بقوله: (فإن مع العسر يسرا)، بل وتعد حالياً توجهاً استراتيجياً جديد ومتنامياً، باعتبار أن الخطر والفرصة وجهان لعملة واحدة، فكلما عظمت الأزمة عظمت الفرصة التي ترافقها، لكن ما يجعل الفكرة غريبة هو أننا عند وقوع المصائب ننشغل بها وبتداعياتها طمعاً بالنجاة منها، أو تخفيف وطأتها فنفوت فرصاً عظيمة لم تكن في الحسبان في الظروف العادية.


لذا أدعو بكل جدية الدول والمؤسسات العامة والخاصة -التي تسعى إلى الريادة المستدامة - إلى استحداث وحدة تنظيمية معنية بإدارة الفرص تعمل بالتزامن مع وحدة إدارة الأزمات، ولكن بعقلية استكشاف واقتناص الفرص الثمينة المختبئة وراء ضجيج الأزمات ودخانها الكثيف.