الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الكوكب مغلق

منذ أسابيع ولا تقع عيني إلا على أخبار مرض كورونا وحديث الناس حوله في كل مكان، ولا غرابة في ذلك، لأن الأرض كما يبدو أغلقت نفسها، فكثير من المؤسسات توقفت عن العمل أو طلبت من موظفيها العمل من منازلهم، والناس لا يخرجون من المنزل إلا للضرورة وكثير من المدارس والجامعات أعطت الجميع إجازة لشهر، وصور المدن الخالية أصبحت مألوفة على الشبكات الاجتماعية.

إن ردة فعل العالم على المرض تسارعت مؤخراً، لوضع حد لانتشاره، وهذا ما يُفترض أن يحدث قبل أسابيع، فعندما يواجهنا خطر كبير وقريب، نجد أنفسنا نسارع في التغيير واتخاذ إجراءات لحماية أنفسنا منه، لكن البشر لديهم ردة فعل بطيئة للخطر البعيد، سواء كان كبيراً أم صغيراً.

وإن مشكلات البيئة مثال جيد لذلك، وخصوصاً الاحتباس الحراري الذي يتطلب، اليوم، جهوداً أكثر للحد منه أو حتى إعادته لما كان عليه قبل عقود، فالجهود العالمية للحد منه، تستحق التقدير وإن كانت غير كافية، وجزء من المشكلة يكمن في أثره لأنه خطر بعيد وغير مباشر، وعندما يصل ذلك الأثر سيكون الوقت متأخراً كثيراً لفعل أي شيء، لأن المناخ يتطلب سنوات أو عقوداً لكي يتعافى.


ثقب الأوزون أو نضوب طبقة الأوزون مثال جيد لجهود عالمية حققت نتيجة إيجابية، وقد احتاج ذلك عدة عقود لتتفق الدول على التوقف عن استخدام مواد كميائية صناعية مختلفة تُستخدم لأغراض التبريد وفي الوقود، ولا تزال بعض الدول تستخدم هذه الغازات، مع أنها تشكل خطراً معروفاً على الغلاف الجوي، العالم بحاجة لجهود أكثر جدية لمواجهة الأخطار البعيدة.