الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«سيرة بنغازي».. قصتنا جميعاً

في كتابه«سيرة بني غازي» يتحدث الروائي أحمد الفيتوري عن سيرة مدينته التي شكلت البدايات مع الكتابة حيث كانت محطته الأولى في منطقة الصابري، والتي تغنَّت بها الأغاني الشعبية بــ «الصابري عرجون الفل». في هذا الكتاب يجد القارئ روح المكان الأول، حيث الصابري وحي دكاكين حميد، ومدينته بنغازي هي الصورة أو المسار الذي نظر من خلاله للعالم الكبير حوله، وكل مكان في هذه السيرة هو روح حية، وما تبرزه هذه السيرة هو السّعي لأن تكون حية متفردة، مبنية على سرد نثري لذاكرة مسهبة في الحكي.

قد يظن القارئ عندما يبدأ في قراءة الكتاب أن أحمد الفيتوري يكتب سيرة للمدينة، لكنه يكتشف بعد ذلك انه يكتب سيرتنا نحن سكان هذه المدينة، وأرجع الكاتب هذا إلى كون كل مدن العالم هي سيرة مكونيها، فالعلماء والمهندسون.. إلخ، نجد في تكوين المدن سيرهم، وكل المكون البشري يكون بسيرته سيرة هذه المدن، حتى أن ثمة من يمر كعابر سبيل لكن يترك بصماته.

لا شك أن مدينة بنغازي تسكن الكاتب بهواء بحرها وأسماء العابرون على هذا المدينة التي سميت مجازا «رباية الذايح».. بنغازي فضلا عن أنها مسقط رأس الكاتب، هي قدره، لذا يطرح السؤال الآتي: هل من أحد يحب قدره؟، وكانت اجابته: «بنا توق سرمدي لقدر نختاره، هل من أحد اختار قدره؟»، في المفارقة تكمن المسألة: نحن لا نراجع الأكسجين الذي نتنفس ولا ثاني أكسيد الكربون أي أن ما يلزم يلزم، لا يستطيع كما ردد في الكتاب أن يقتلع عن مدينة بنغازي، هي تسكنه حتى لو ذهب بعيداً.


يذكر الكاتب أحمد الفيتوري في «سيرة بنغازي»:» أن بنغازي في الجغرافيا مدينة صغيرة، في التاريخ تطفو وتغرق، لكن حين تحين ساعتها تبدو كما لو كانت مدينة المدن، هي كما الجزيرة تطلع في المحيط وتختفي، لكن سعيد من طلعت له وهو في الرمق الأخير».


أحمد الفيتوري من مواليد بنغازي عام 1955م، عمل في الصحافة، وعلى الأخص الثقافية في فترة السبعينات حيث اشرف على الصفحة الثقافية الأسبوعية بجريدة الفجر الجديد، عمل سكرتير تحرير صحيفة الأسبوع الثقافي وهي أول صحيفة ثقافية أسبوعية عربية متخصصة صدرت أسبوعيا بين عامي 1971 – 1979م، أسس في شهر مايو 2011م، جريدة «ميادين» الأسبوعية المستقلة، وللأسف توقفت بعد ثلاث سنوات من الصدور.