الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

خطئي مع الفيروس

في بداية الأزمة، ومشاهدتنا لخلو المدن الصينية بسبب الحجر المنزلي، لم نكن نتوقع أن ذلك يمكن أن يحدث في دول الخليج وفي أغلب العالم العربي، الذي لا يحمل أي ثقافة صحية واسعة.

فنحن نعتقد جازمين بأن الطبيب دائماً هو المسؤول الأول والأخير عن توعيتنا الطبية والصحية، وفجأة استيقظ العالم العربي على أنه يجب أن يستوعب المحنة العالمية، وأنه لا بد من أن يكون مشاركاً فاعلاً في حماية نفسه وأفراد مجتمعه.

في بادئ الأمر لم يشعر الفرد بأنه تقع عليه جريمة كبرى إذا لم يهتم بالإرشادات، وعدم التجمع والبقاء في المنزل.


في تلك البداية خرجت ذات مساء إلى أحد المطاعم لتناول العشاء، ووجدت أن أماكن التجمعات قد امتلأت، وإن كان معظم الناس يرتدون الكمامات، ووجود مثل هذا العدد الكبير في الخارج أعطاني إشارة أنه لا داعي للخوف أو الحرص على صحتي، فالجميع يمارس حياته خارج البيت بكل أريحية، وهذا أعتبره أكبر خطأ اقترفته منذ ظهور الوباء، فبعد أقل من أسبوع من خروجي، تم تطويق الواجهة البحرية في مدينتي وإغلاق الأسواق، هنا بدأ الجميع يستشعر حقاً أهمية الجلوس في البيت وعدم الاختلاط، ولولا فطنة وتكاثف جهود الوزارات بعضها مع بعض، لاعتقد البعض أن الإجازات التي مُنحت للقطاع التعليمي وعدد من الوزارات الحكومية، هي فقط إجازة للهو وليست حماية للوطن.


وإن الصرامة التي اتخذتها حكومات الخليج لمنع انتشار الوباء تستحق الإشادة والتقدير، فقد أخذت على عاتقها أن تحارب الوباء من جهة، وأن تثقف المواطنين من جهة أخرى.