الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

أرونا.. الحب في زمن كورونا

أتوقع أن يبدع لنا أديب عربي أو أجنبي عما قريب رواية بعنوان: «الحب في زمن كورونا» على غرار رائعة أديب نوبل العالمي «غابرييل غارسيا ماركيز» «الحب في زمن الكوليرا»، لكنني لا أتوقع أن يكون بعمق رواية «ماركيز» نفسها، لأن الهدف منها سيكون تجارياً بحتاً، إذ سرعان ما تتحول إلى فيلم أو مسرحية وتدرُّ الملايين، ليس هذا شأننا ولكننا نبحث عن اليسر مع عسر كورونا، لأن الله تعالى قال: «فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً»، فهو قال: مع العسر، وليس بعد العسر، أي أن لكل شيء وجهين، وجهاً مشرقاً، وآخر معتماً مظلماً.

ولم يتحدث المتحدثون كثيراً عن ملايين الإيجابيات التي جاء بها كورونا، هذا الفيروس صار السياسي الأول والاقتصادي الأول والزعيم الأول والمعلم الأول في العالم كله، بل هو الإرهابي الأول والأقوى، الذي، ربما، يقضي تماماً على إرهاب البشر، هو الذي سيغير خريطة العالم، وسيعيده إلى نقطة الصفر، وأيضاً هو الذي سيعيد التلاحم والدفء الأسري، وسيقضي على ظاهرة الحب على قارعة الطريق.. كورونا، ربما، ينجح فيما فشل فيه مبعوثو الأمم المتحدة إلى سوريا وليبيا واليمن وغيرها، وربما يؤدي إلى صفقة قرن أخرى أكثر عدلاً وإنصافاً.

كورونا قد يكون مبعوث السلام العالمي، ولو بشكل مؤقت، فلا صوت يعلو على صوته، كما قد يقضي تماماً على كذبة الديمقراطية الغربية التي صدقناها، وأنتجت أسوأ نظام في التاريخ، فالانتخابات خصوصاً في الدول العربية، مثل: الامتحانات، بينهما عوامل مشتركة كثيرة، أهمها: أن الفوز والنجاح فيهما بالغش، فالناخب هو الذي لا يملك إرادته ويعطي صوته للذي لا يستحق، فيكون من لا يملك أعطى من لا يستحق، والفائز والناجح في الانتخابات والامتحانات لا يستحقان، والخاسر والراسب لا يستحقان، إذ فاز من فاز ونجح من نجح بالدعاية الكاذبة والخداع والحفظ بلا فهم.


كورونا هذا الكائن الدقيق اتّخذ البشر مطايا مجانية، يتنقل بها من مكان إلى مكان بحرية تامة، هذا الفيروس سيعيد الاعتبار إلى الدولة الوطنية ومفهومها القديم، وسيضرب التكتلات والقوميات والشركات العابرة للقارات في مقتل، كورونا سيعيد الاعتبار لنظرية أن ثراء العالم في الاختلاف والخصوصيات، وليس في اتفاق المناهج والنظريات والبورصات والنظم السياسية والاقتصادية، كل هذا الزخم أود أن أقرأه في الرواية المفترضة، فأرونا الحب في زمن كورونا.