السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

العصا لمن عصى

لاشك أن كلمة «أزمة» هي من أكثر الكلمات تداولاً في العالم هذه الأيام وإذ أنها كمصطلح crise أصلها يوناني، وقصد بها «نقطة تحول في الأمراض الخطيرة والقاتلة، والتي تؤدي عادة إلى الموت المحقق أو الشفاء التام»، فإنها بالمقابل تعني باللغة الصينية Wet-Ji لتدل على الخطر والفرصة التي يمكن استثمارها بتحويل الأزمة ومخاطرها إلى فرص لإطلاق القدرات الإبداعية، وإعادة صياغة الظروف وإيجاد الحلول البناءة.

إذاً، الأزمة تأتي في الصحة أولاً وقبل كل شيء.. وحينما قيل أنها رأس مال الإنسان فلم يخب قائلها، بل وتأكد ذلك مع إيمان كثيرمن دول وعلى رأسها دولتنا بأن الإنسان قبل كل شيء، فلا مال ولا اقتصاد ولا أرقام تهم كأهمية أن نبقى أحياء أصحاء نحن ومن نحب لدى قادتنا مهما كلف الأمر.

وفي ظل التفشي الحاد اليوم لفايروس كورونا، وما سيبقى في الذاكرة الجمعية للعالم أجمع من سقوطٍ مدوٍ لأنظمة صحية تصنف الأقوى عالمياً، وتساقط أسماء آلاف البشر من شجرة الحياة، وتواترالمقاطع والأخبار والمناظر المخيفة والمهيبة في آن والإنسانية واللاإنسانية في آن آخر، يأتي الإنسان بغروره ليتحدى المهدد الأول لصحته اليوم فيضرب بكل شئ عرض الحائط، ويهدد سلامته وسلامة الآخرين غير آبه بالنتائج التي يخلفها نتيجة استهتاره وتمرده.


فرغم كثرة الحملات التوعوية الرسمية منها والمجتمعية لا تزال هذه الروح المتمردة تطل برأسها لتؤكد أنها في حالة الأزمات المهددة للبشرية لا ينفع معها سوى مبدأ «العصا لمن عصى».. فلا وقت اليوم تضيعه الجهات المعنية لإعادة تأديب البعض وترويضهم.