الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الإمارات.. غرس زايد في زمن العاصفة

مؤكد أن العالم بشرقه وغربه لم يمر بعاصفة إنسانية قوية منذ زمن وباء الإنفلونزا الذي أصاب الكرة الأرضية في عشرينيات القرن الماضي، مثل تلك الجائحة التي تضرب اليوم وبقوة كل دول البسيطة، لا تفرق بين غني أو فقير، رأسمالي أو اشتراكي.. إنه فيروس جاحد شرس فتاك.

في أزمنة العاصفة يسعى المرء إلى موانئ الخلاص وبر النجاة، وهذه لا يمكن أن تتوافر إلا إذا تشابكت الأيادي وجدف الجميع في قارب واحد من أجل الوصول إلى ناحية الأمان ومرافئ السلامة.

الوطن مودات، هكذا أشار أديب فرنسا الكبير ووزير ثقافتها أندريه مالرو ذات مرة، وقد أضاف في موقع آخر أن الوطن شراكة أحلام، وليس أصدق من إطلاق هذا التعبير على دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تنظر للإنسانية كلها على أنها أسرة واحدة، وللكرة الأرضية بوصفها خيمة واسعة وكبيرة تحتوي البشرية وقت العاصفة من شرورها.

الذين تابعوا كلمة سمو الشيخ محمد بن زايد خلال قمة العشرين الافتراضية الاستثنائية، وقر لديهم أن هناك رؤية إنسانية تعمل بعزم وتنجز بحزم، تسارع الزمن وتصارع الرياح من أجل تجاوز أزمة كورونا، بل والانتصار عليها، من خلال العمل الجماعي والإرادة القوية، ومن غير أدنى تراجع أو استسلام.

كلمات سمو الشيخ محمد بن زايد خلال أعمال القمة تؤكد الشراكة العضوية القوية الفعلية للإمارات ضمن صفوف المجتمع الدولي، ودورها في التحرك الأممي للتصدي لفيروس كورونا واحتواء تداعياته الضارة في الحال والاستقبال.

مشاركة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد تؤكد كذلك على الجهود الإماراتية المستقرة والمستمرة لدعم الحشد الدولي على كافة الأصعدة الإنسانية في زمن المحنة، اقتصادية كانت أو صحية، بعد أن تداخلت الخيوط وتشابكت الخطوط من جراء الاضطراب الناجم عن هذا الوباء.

يضيق المسطح المتاح للكتابة عن الإشارة إلى الدور الإماراتي التقدمي حتى الساعة، ولعل أفضل من عبر عن هذا الشأن مؤخراً، كان وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، والذي أشار في تغريدة له إلى أن «غرس زايد الخير يزهر ويثمر كل يوم، وأيادي الإمارات البيضاء جزء راسخ من حمضه النووي، وتكوينه وسيرته».

الذين تابعوا تحركات الإمارات في الشهرين الأخيرين حيث بدأ هذا الفيروس الفتاك يضرب العالم، يمكن لهم أن يقيموا الجهد والتضامن المادي والأدبي من قبل الإمارات تجاه الأشقاء العرب أو بقية أجناس العالم.

الاهتمام الإماراتي بالداخل لم يفرق بين المواطنين والمقيمين، وقد كانت صيحة «أبوخالد»، خالدة، «لا تشلون هم»، الدواء والغذاء، خط أحمر ينبغي علينا توفيره للجميع، الأمر الذي ترك انطباعاً إنسانياً رائعاً في النفوس، وولد إرادة قوية تحفز على مقاومة الفيروس، والمعروف أن الخوف يضعف المناعة الصحية للإنسان، والشجاعة والتضامن الإنساني يقويان منها ويقودان إلى النصر.

لم تقف جهود الإمارات في مكافحة الفيروس عند الداخل، فقد مدت أياديها البيضاء كالمعتاد إلى الجميع، من خلال إرسال المساعدات الطبية لحكومات ودول العالم، ناهيك عن القيام بلفته إنسانية لن يغفلها التاريخ وهو يكتب فصول مآسي كورونا، وذلك حين عملت جاهدة على إجلاء رعايا دول شقيقة من مدينة ووهان الصينية بؤرة الفيروس.

الإمارات رسالة أكثر منها دولة، وزرع زايد الخير يعبر عن ملحمة إنسانية اليوم وغداً وإلى ما شاء الله.