الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أمي.. و«عمر الشريف»

مع كل ما يحدث الآن في العالم من الخوف من تفشي وباء فيروس كورونا، يتضح لي أننا جميعاً بتنا بحاجة إلى مرشدين، إلى من يقودوننا نحو الطريق الصحيح في التعلم، وفي كيفية النجاة من الوقوع في نفس الأخطاء، وحماية أنفسنا وحماية المجتمع الذي نعيش فيه، وخطر في رأسي ذات مرة حينما تحدث الفنان العالمي الراحل عمر الشريف، أثناء استلامه جائزة تقديراً لمسيرته الفنية، فإذا به يقول إنه لا يستحق الجائزة، إنما من يستحقها هؤلاء المخترعون والعلماء الذين يقودون العالم نحو النجاة.

هكذا هم المرشدون الذين يعلمون كيف ينتقون أفكارهم، وينتهزون الفرص الحقيقية لإعطاء كل ذي حق حقه، لقد تذكرت والدتي التي تبدو يومياً ممتنة لكل من اخترع علاجاً لأمراضها، كنت أراقبها وهي تضع أدويتها في كفها ثم تنظر إلى الأدوية، وتشكر الله وتشكر بعدها من استطاع أن يخفف آلامها لاختراعه هذا الدواء، تبدو لي أمي حتى أثناء الأزمة العالمية التي نعيشها، امرأة مختلفة جداً، إنها لا تتوقف عن الامتنان لكل ما يحدث لها، لا يتوقف لسانها عن الشكر والحمد لله على كل شيء وأي شيء.

الراحل عمر الشريف ووالدتي هما في الحقيقة المرشدان اللذان نحتاج إليهما في حياتنا، نحن لا نزال حتى الآن نعيش أوقاتاً عصيبة، وفي مثل هذه الأوقات لا بد أن يظهر لنا من يقوم بأخذنا إلى اتباع القواعد الأخلاقية، إلى تعليمنا أن العلماء والمخترعين يستحقون منا أكثر من مجرد جائزة نوبل.


الجميع الآن في انتظار العلاج الذي يمكن له أن يقضي على الفيروس، الجميع الآن في انتظار ما يقدمه لنا العلماء الذين استطاعوا تحويل آلامنا إلى نجاة.