السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

مع كورونا.. العالم أفضل

مؤشرات كثيرة بيَّنت لنا أن كوكب الأرض يمضي إلى تحسن بيئي غير معهود، بعد أن انحسر ذلك الحراك المحموم حول مزايا الحياة الكاذبة، وتلك الصراعات المزعومة حول زيادة أعداد المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي، وما صاحب ذلك من هدر في الوقت والأموال والأخلاق.

مع الأساليب الكاذبة للتطور المزعوم، هُتِكت عذرية الحياة، وسُلبت فضاءات المودة، وسُجِنت حرية الرأي، فإن لم تكن من أو مع أولئك المؤثرين من أشباه البشر، فأنت لست من الفاعلين والمتفاعلين في هذا المجتمع.

كنا نعتقد أن الإنسان، ومع تقدمه العلمي وتمدنه، سيتقدم سلوكه الحضاري ليواكب ذلك، لكن كان ذلك التقدم وبالاً على البشرية، لأنه تراجع أخلاقياً فأسهم في إفساد كوكب الأرض برّاً و بحراً وجوّاً، إشباعاً للشهوات وللجشع والطمع والسَّفه.


اندفاعنا الكبير نحو الشراء، وهيمنة إعلانات البيع على كل وسائل التواصل والاتصالات.. إنما هي حالة مرَضيَّة وسيطرة نفسية وذهنية مبرمجة، ليس لها نظير.


الشاهد أن فيروس كورونا كان بمثابة الصفعة المؤلمة لكل من يدَّعِي الصلاح، ولكل من يُجاهر بعدم الصلاح، فمن كان يهيئنا للموت ونحن أحياء هو أشبه بمن كان يُلْهِينا في الدنيا بدعوى الخلود، فابتعدنا عن القاعدة الوسطيَّة الجميلة التي تقر بأنه (لا إفراط ولا تفريط) وأن الله رب العالمين، ورب الناس أجمعين، وأنه كما قال تعالى في القرآن الكريم: «ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون» (سورة البقرة، الآية: 177).

مع كورونا زاد احترام الوقت، وتحسنت العلاقات الأسرية، والتأم شمل العائلة، وأصبح للخروج من البيت بداية ونهاية، قبل أن كان لا وقت محدداً له.

ومع كورونا شاع الاحتشام والستر في البيوت، ومعه أيقنا أن النظافة من الإيمان، وأن ديننا هو دين الطهارة والرقي، ومعه أيضاً قلّ الازدحام في الشوارع، وبالتي قلّت الضوضاء، ونقص التلوّث.

ومع كورونا انكشف جشع بعض التجار واستماتتهم لسرقة الناس، ومعه عرفنا أن عندنا دولة حكيمة ترعى مصالح شعبها، وتسهر على راحته.