الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الخروج من دوائر الراحة

من أكبر العقبات التي تعيق تطور البشر هي إطالة المكوث في مناطق الراحة، ويقال إن الذين يتمسكون كثيراً بمناطق الراحة، من الصعب أن يذهبوا بعيداً في حياتهم.

تأمل حياة المحيطين بك عزيزي القارئ، من أقارب وأصدقاء، واعقد مقارنة ذهنية بسيطة بين أحوال، الذين خاضوا التحديات بجرأة كبيرة، وهمم عالية، وبين الذين ركنوا إلى الراحة، وقاوموا التغيير.

على الأغلب، ستجد أن الذين خاضوا التحديات حققوا نجاحات لافتة في حياتهم، وتبوأوا مناصب رفيعة، في حين بقي الذين ركنوا للراحة في نفس أوضاعهم السابقة، بدون أي تغيير، وظائف بسيطة، وحياة رويتينة لا تتميز بشيء.


وأنا أتابع أخبار فيروس كورونا، وتسارع وتيرة تفشيه في مختلف دول العالم، قررت أن أسحب نفسي من دائرة القلق والإحباط، وأندفع بأقصى سرعة إلى دائرة التعلم والاستفادة.


فهذا التحدي العالمي الصعب يمكن النظر إليه بطريقتين.. الأولى سلبية، والثانية فيها من الإيجابية الكثير.

السلبية تغرقك في الخوف والتشاؤم، وتجرك شيئاً فشيئاً إلى دائرة اليأس والاستسلام للمصير، أما الإيجابية، فستشحن روح التحدي فيك، وتحفزك على التعلم والاستفادة.

في غضون أسابيع قليلة، خرجنا جميعاً من دوائر الراحة التي مكثنا فيها سنوات طويلة، واستخدمنا حلولاً متطورة جداً لم نفكر في استخدامها في الظروف العادية، وهذا بحد ذاته مكسب كبير، يؤسس لنمط حياة أفضل وأكثر تطوراً في المستقبل.

فيروس كورونا ظرف طارئ، وسينتهي بإذن الله.. لكن الحقائق الذي أسهم في الكشف عنها، ستغير وجه الحياة على كوكب الأرض لعقود طويلة.