الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

التكيف مع التغيير

يبدو جلياً الآن أن حتمية التغيير هو واقع مشاهد، فقد شهدنا جميعاً كيف أن فيروساً لا يرى بالعين، أرغمنا على تغيير جذري لعاداتنا وسلوكياتنا الاجتماعية والعملية والشرائية وغيرها.

بل وجعل ما كان مستحيلاً التوافق عليه كوقف الحروب والصراعات العنيفة أمراً متفقاً عليه ومرحباً به، فإذا كان التغيير هو الثابت الوحيد، فما هي مواصفات القيادات والمؤسسات والشعوب الأكثر حظاً في تجاوز مخاطر التغيير والاستفادة من الفرص المرافقة له؟

هناك العديد من الإجابات، ففي السابق كنا نعتقد –على المستوى الشخصي- أن البقاء للأذكى، فلولا تميز الإنسان بالعقل لما استطاع تسيد الأرض والتغلب على الكائنات التي تفوقه قوة وضخامة وسرعة، ثم اعتقدنا أن الذكاء الاجتماعي وتكوين العلاقات هو الأهم من بين الذكاءات الأخرى، لكن يبدو أن هناك عاملاً أكثر أهمية بكثير مكنت حتى الكائنات غير الذكية أن تصمد أمام الحوادث المدمرة وتتمكن من التعايش معها، ألا وهو التكيّف.


والتكيف ببساطة هو قدرة الشخص أو الكيان على تغيير أفعاله، مساره، أو نهجه في فعل الأشياء بما يتناسب مع الوضع الجديد، فعلى سبيل المثال من يتكيف سريعاً مع المكوث في البيت في ظروف الوباء، ويكيف عاداته الغذائية وعلاقاته ودراسته وأعماله دون شعور بالانزعاج، له فرصة أكبر للسلامة، ممن يجد صعوبة في ذلك ويحاول خرقه لمجرد عدم قدرته على تغيير «طقوسه» وما تعود عليه حتى أصبح عبداً لها، وقس على ذلك سلوك المؤسسات وحتى الحكومات التي استطاعت التحول للعمل عن بعد بنسبة 100 %، وتلك التي لم تتكيف وظلت تكابر حتى تفشى الوباء أقفلت أبوابها وعطلت مصالح الملايين.