يسعى لاعبو كرة القدم الإماراتيون إلى صقل مواهبهم، من أجل تقديم أنفسهم لمدربي المنتخبات الوطنية لكي يتحولوا من لاعبي أندية إلى دوليين، فكل لاعب يريد أن يمثل المنتخب، وأن يقدم ما يستطيع لبلاد يرفرف علمها عالياً حاملاً في ألوانه وهج العطاء الإنساني والإبداعي.
من عمل مع لاعبي الفئات العمرية يعرف هذه الصورة تماماً، لأنها ليس من صنع الخيال، بل حالة واقعية يعيشها اللاعب، وتظهر إلى العلن في المعسكرات الداخلية والخارجية، حيث يحلم اللاعبون الصغار بأن يكونوا ذات يوم لاعبين دوليين يقفون في خط مستقيم، يرددون النشيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ويستمعون إلى «عيشي بلادي» من عشاق الكرة الإماراتية، والمواطنين والمقيمين وكل محبي الأبيض.
عندما ظهر فيروس «كورونا» اللئيم، كرست القيادة الإماراتية الرشيدة كل جهودها لحماية الناس لم تفرق بين مواطن ومقيم، وبذلت جهداً عظيما من أجل حماية الجميع، حيث تحول التصدي لهذا الوباء إلى بطولة، والإنجاز سلامة الناس.
المواطنون والمقيمون عبروا عن حبهم للإمارات بالصورة التي تستحق، فعندما رددوا «عيشي بلادي» وهم في بيوتهم وشققهم، إنما كانوا يعبرون عن الوفاء لهذه البلاد التي تعطي بلا حدود.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تفاعل مع ترديد المقيمين لـ«عيشي بلادي»، وقال: «والله يا أهلي لما سمعتكم تغنون النشيد الوطني الإماراتي دمعة عيني نزلت»، وهذا التفاعل هو الأصدق لأنه نابع من القلب، وكان لسموه موقف مماثل سابق عندما نزلت «دمعة عينه» في ملعب راجامانغالا في بانكوك عام 2003، حيث توج فريق العين بلقب دوري أبطال آسيا لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية، وكان حينذاك النشيد الوطني والعلم الإماراتي يستخرجان مشاعر العز من الأعماق، فكان الدمع يترجم مشاعر الفخر بصدق من عيني سموه ومن عيون عشاق العين من إماراتيين وعرب ومقيمين.
نعم، فلنردد «عيشي بلادي»، ونحن نواجه العدو اللئيم كورونا، إنها معركتنا جميعاً.
كل رياضي لديه قصة مع «عيشي بلادي»، فليقصها لأسرته خلال وجوده في البيت.