الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

عزلة اختيارية

الأرض لفظت الناس لترتاح، وأجلستهم في بيوتهم، فكم نحن بحاجة لذلك مع تسارع وتيرة الحياة.. فهل لنا أن نستغل هذا الوضع اليوم ليكون فرصة للتأمل والراحة وأن نعتبر هذه العزلة اختيارية؟، فهي مصفاة لا مرآة كما وصفها محمود درويش، لنكتشف ذواتنا أكثر ونبحث بعمق عن مهاراتنا، نختبرها ونقوي معارفنا، هي الفرصة التي كنا نتمناها ونحن منهمكون في العمل والعلاقات الاجتماعية، فها هي تأتينا فلنقتنصها ونستفد منها ما استطعنا.

لقد اقتربنا من أشياء كنا نبحث عمن يساعدنا لإنجازها، ولكن تجاوزناها بالاحتياج، كتلك الأم التي تدرس أبناءها لتكون معلمتهم وقدوتهم، وتلك الرواية التي أردت أن تنهيها أو حتى الوثائقيات التي ترغب في متابعتها، ها قد آن الأوان.

لنجعل وقتنا مفيداً لذواتنا عقلياً وروحياً، ولكن لا بد من بعض النقاشات العامة حول ما نواجهه في حياتنا شرط ألا تؤثر على خلوتنا، نعبر عن آرائنا وتخوفنا بعقلانية ونوصل صوتنا بهدوء وتريث، فهناك من يتابع ويفكر ويعمل على صحتنا ليمر هذا الوقت بسلام.


طبيعة عقلية الناس تحتاج إلى مادة لتناقشها وتفكر بها، فماذا سيكون وعن ماذا؟ هل هو نقاش مع كاتب أو مع عمل درامي أو لقضية حياتية كما قرأنا من طلبتنا ومطالباتهم المسموعة التي بعضها مقنع، وبعضها ينم عن استغلال للوضع الراهن وكسل، أم عن نقاش حول التعليم عن بعد، الذي يصبح أسهل مع مرور الوقت؟.. دعونا لا نوقف النقاش العام ولا نوقف التعلم والحديث حتى لو لساعة، فهذا جزء من حياتنا، على أن تكون الخلوة مع ذواتنا هي الأساس وبعدها يأتي كل شيء.