الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

  كورونا يكشف الكذاب الأشر

قال الموسيقار الراحل «محمد عبدالوهاب» عن أحد أشهر المطربين الراحلين: «إنه لم يكن يصدق أبداً إلا وهو يغني»، وهذا الوصف في رأيي ينطبق على كل من يعملون بالفن سواء التمثيل أو الغناء، لأن الفنان بطبعه مثل الجن يتشكل بصور وشخصيات كثيرة ولا أحد يعرف ولا هو نفسه يعرف شخصيته الحقيقية التي ضاعت منه في زحام الشخصيات والأدوار التي يلعبها، لذلك أرى أن استضافة الفنانين عبر وسائل الإعلام وفي أي مناسبة أو محفل للتعليق على الأحداث والقضايا والأزمات الكبرى مثل أزمة فيروس كورونا، عمل في غاية الغباء والحماقة، لأن الفنان يستثمر أي أزمة في الإثارة والدعاية لنفسه وإحداث أي (فرقعة) بصرف النظر عن نتائج فعله، وقد حدث هذا في أزمة كورونا عدة مرات عندما تحدثت 3 فنانات عربيات عن الأزمة، فادعت إحداهن أنها مصابة بالفيروس، وظلت تحتل الأضواء أياماً حتى تبين أنها كاذبة وأن نتائج تحاليلها سلبية، واستخدمت الثانية الأسلوب الساخر ثقيل الظل السمج حين قالت (أنا أعرف كورونا بالملبن.. وكورونا باللبن)، وخرجت الأخرى على الهواء لتطالب بإبعاد العاملين الوافدين المصابين من بلدها وإلقائهم في الصحراء للتخلص منهم.
كثير من الفنانين فئة مُسطحة ليس لديها أي إحساس بالمسؤولية، والفنان لا ينبغي أن يتحدث إلا في الدور أو الأغنية التي كتبت له، لكن أن يجتهد هو، فإن ذلك خروج خطير عن النص.والعيب بالتأكيد عيب الإعلام العربي، الذي يهرول نحو هؤلاء لسؤالهم عن آرائهم في الأزمات الكبرى، ويبدو أن الفن والإعلام في عالمنا العربي لا يعيشان إلا على الإثارة والشائعات والأكاذيب بصرف النظر عن مردود ذلك على الأوطان والأمة.
إن أزمة كورونا هي ملعب الأطباء والباحثين والمسؤولين في أي بلد وليست ملعب الفنانين والرياضيين، فهي أزمة تتطلب عملاً لا كلاماً، والدور المطلوب من الفنانين والرياضيين في هذه الأزمة هو أن يتبرعوا بأموالهم الطائلة لا بألسنتهم الطويلة، وإلا فليسكتوا ويسكت عنهم الإعلام العربي الفاشل، ومن إيجابيات كورونا أو الإمبراطور كوفيد التاسع عشر الذي يحكم العالم الآن أنه سيريحنا من دراما رمضان السخيفة، فالإمبراطور كوفيد التاسع عشر كشف لنا الكذاب الأشر!