السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«خليك في البيت».. طريق الإيجابية

أنا شخصياً أحب أن أقضي أغلب وقتي في المنزل، على الرغم من أن طبيعة حياتي لا تمنحني هذه الفرصة بالقدر الذي أطمح إليه، وفي تقديري أن سنوات الدراسة الطويلة وطبيعة هواياتي من حب للقراءة ومتابعة الأخبار ومشاهدة الأفلام التي تعزل الإنسان لفترات طويلة عن الآخرين، هي التي خلقت لدي الميل لقضاء وقتي في المنزل، ولكنني أعرف جيداً أن قطاعاً كبيراً من الناس يرون أن المكوث الطويل في المنزل مزعج نفسياً، ويحرمهم من مباهج الحياة في الخارج ومن الحيوية التي تضج بها الدنيا خلف أبوابهم.

ما فرضه فيروس (كوفيد-19) من تباعد اجتماعي وعمليات عزل وحجر ذاتي أو قسري، يمكن اعتباره فرصة كي نتعرف على أشياء كثيرة يمكننا فعلها وإنجازها في المنزل، قراءة أكبر كم من الكتب المعلقة على الرفوف دون زائر لها، اكتشاف مواقع جديدة على اليوتيوب لمعارف لم نكن نعلم بها.

تطويع الممارسات الخارجية لتلائم المنزل، مثل الرياضة المنزلية أو العمل من المنزل، تجريب إعداد وجبات غذائية جديدة، التواصل الإيجابي وإعادة التعرف على الأبناء وأفراد الأسرة، التواصل مع الأصدقاء والأقارب عبر برامج الاتصال المصورة، الاعتماد على النفس في الاعتناء بالحديقة وتنظيف المنزل أو إصلاح الأعطاب المنزلية.


إنها فرصة كي يدرك الآخرون أننا لسنا أقل كفاءة اجتماعية، ولكن نحن ندرك قيمة أن تعيد شحن نشاطك ومعنوياتك بعيداً عن الضوضاء والازدحام.


ولكن كون العزلة الاجتماعية مع كورونا ليست اختيارية ويخالطها الكثير من الخوف والهواجس فإنها قد تسبب للبعض التعاسة والألم، خصوصاً أولئك الذين يعيشون لوحدهم، أو الذين تقطعت بهم السبل بين الدول لأسباب خارج إرادتهم، لم يعد للمتعة وجود مع كورونا.

لذلك فإن الأشخاص النشيطين اجتماعياً يصعب عليهم التأقلم مع وضع قاسٍ ومقلق وغير معروف المدى مثل الذي نعيشه، أعرف كثيرين من الذين يخططون للقاءات الاجتماعية المسائية والسهر ولقاءات الإجازة الأسبوعية يشعرون بصدمة للحال التي انتهوا إليها هذه الأيام.

أشياء كثيرة علينا اتباعها كي نتجنب آلام العزلة، أهمها: تجنب التوتر والابتعاد عن تتبع تطور المرض وتفشيه للذين يعانون من القلق المفرط، وعلينا التخطيط الجيد للوقت واستثماره استثماراً يحقق الإحساس بالإنتاج والإنجاز، العمل على تعلم أشياء جديدة تُحول فترة العزلة إلى فترة إيجابية أضافت لنا ولم تحرمنا، تجنب القطيعة الكاملة مع الآخرين وإيجاد بدائل للتواصل الاجتماعي المباشر، علينا أن نكون إيجابيين، وأن نبقى في البيت وأن نكون متفائلين وخلاقين في عزلتنا.