الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

التفكير الإيجابي في أوقات الأزمات

لأول مرة في حياتي أضطر للمكوث في المنزل لثلاثة أسابيع متتالية، واعتقد أنها المرة الأولى في حياة معظم أبناء جيلي، هذه التجربة الاستثنائية لا يمكن أن تمر مرور الكرام، دون أن تترك في النفس أثراً.

في الأسبوع الأول، كنت أتابع طيلة اليوم تحديثات أعداد الإصابات الجديدة والوفيات على مستوى العالم، ومع نهاية كل يوم أزداد إحباطاً وتشاؤماً، لأن العداد يدور بسرعة مخيفة، ولا يهدأ للحظة.

لكن مع بداية الأسبوع الثاني بدأت أتعايش مع الواقع، وأحاول أن أبحث عن بقعة ضوء وسط النفق المظلم، وكانت الخطوة الصحيحة الأولى في تحديد ما يمكنني فعله، وما لا يمكنني.


هذه الخطوط الأولى المهمة قادتني إلى خطوة ثانية لا تقل أهمية، وهي إعداد قائمة بالأعمال المطلوب مني إنجازها، سواءً على المستوى الوظيفي أو العائلي أو المجتمعي، ثم ترتيبها حسب الأولوية، وإعداد جدول زمني لإنجازها.


الخطوة الثالثة تمثلت في تنفيذ هذا الجدول، واستثمار أوقات الفراغ الطويلة في إنجاز قائمة طويلة من المهام المستجدة والتي سبق تأجيلها، ومع الانتهاء من هذه الخطوة بدأت ألمس تحسناً ملموساً في حالتي النفسية والذهنية، فتحمست للشروع في الخطوة الرابعة، والتي تتمثل في تحديد قائمة بالهوايات التي أرغب في ممارستها والمهارات التي أرغب في اكتسابها، فعدت للقراءة والكتابة والرسم بنفس منشرحة وذهنٍ صاف.

والآن، أنا أفضل حالاً بكثير مما كنت عليه قبل أسبوعين، وما زلت أبحث عن خطوة خامسة تجعلني أكثر إيجابية في التعامل مع هذا الظرف العالمي الطارئ.