الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«كورونا».. ليس وصمة

الإصابة بنزلة برد أو عطاس عابر في هذه الأيام، قد يضعك تحت طائلة الشك ليدفع من حولك إلى إطلاق الاتهامات عليك على شكل نكات ومزاح بأنك مصاب «بكورونا»، وهو الحال ذاته إن كنت عائداً من السفر أو تسكن في منطقة بها بعض الحالات المكتشفة أو غيرها.

ورغم أن أي شخص قد يكون معرضاً للإصابة بهذا المرض في أي وقت مع سرعة الانتشار وسهول الانتقال، إلا أن نظرة مجتمعية مريبة تلفه ويتأثر بها في الدرجة الأولى المصابون وأسرهم والمخالطين بهم، مما قد يدخل هؤلاء في دوامة المرض النفسي نتيجة التنمر الذي يتعرضون له باعتبار أنه قد يكونون مصدراً للعدوى وينبغي عزلهم.

لكم أن تتخيلوا حجم المعاناة النفسية التي تلحق بمن يتعرض لمواقف كهذه والتي قد تفوق الوجع الجسدي، ولكم أن تتخيلوا كم من شخص امتنع عن التعبير عن حالته المرضية وخوفه من الذهاب إلى المستشفى والكشف حتى لا يتم نبزه بالألقاب.. إذاً ما هو المطلوب؟


مريض كورونا أولاً ثم أسرته فمحيطه فمجتمعه جميعهم يجب أن يخضعوا إلى برامج نفسية مكثفة تسير بشكل موازٍ مع خط سير احتواء الأزمة، فذلك جزء لا يتجزأ منها حتى يرمم الأفراد ذواتهم وتتخلص المجتمعات من هذه الإفرازات الأخلاقية التي قد يكون منبعها الحقيقي الخوف والقلق.


كما يجب على الإعلام إعطاء هذ الجانب مزيداً من الاهتمام عبر بث مقاطع فيديو أو مشاهد تمثيلية، فضلاً عن تغريدات ورسائل على منصات التواصل الاجتماعي من أي فرد يعتقد أن له تأثير على الآخرين، فلا تدري كم من نظرة ستغيرها وكم من محيط ستنقذه، ففي نهاية الأمر المرض زائل وأثره باقٍ.