الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الشهر الفضيل.. واعتذار الدخلاء

الجمعة المقبل سنستقبل بحول الله، فلكياً، أول أيام الشهر الفضيل، شهر البركة والرضوان والعتق من النيران، أعاننا الله على حسن صيامه، وحسن قيامه.

من الآن، وقبل الآن، بدأت موجة التشويش عن صيام الشهر لهذا العام، بسبب فيروس كورونا، وازدحمت المواقع بالدخلاء على الأطباء، والفقهاء، وخصوصاً أولئك الذين يحاولون تزهيد الناس في عباداتهم، وعذرهم جائحة كورونا.

الأطباء المعتمدون أكدوا على عدم وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بالمرض المذكور، وأنه لا يوجد دليل علمي حتى اللحظة على ذلك؛ ومن نافلة القول التأكيد على أن الشرع الحنيف رخص بالإفطار لمن ثبت تأثره سلبياً بالمرض.


من أعذار الدخلاء قولهم: إن شرب الماء يخفف من التهاب الحلق، وأنه يقي من العدوى بمرض فيروس كورونا، وهذا الزعم رده المتخصصون بتأكيدهم على أن شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم مما يحفظ الصحة العامة مهم، ولكن شرب الماء لا يقي من العدوى بمرض الوقت، ومن الأعذار كذلك زعمهم بأن الغَرْغَرَة بغسول الفم تساعد على الوقاية من العدوى بالفيروس، وأجاب أهل الطب بأنَّ استخدام غسول الفم قد يقضي بعضه على جراثيم معينة، ولكنه حتماً لا يقي منه، ومن الأعذار أيضاً الزعم بجفاف الفم، ورد ذلك كما ورد من أهل الاختصاص هو: أن الترطيب متاح بالمضمضة، بشرط عدم المبالغة في ذلك، خوفاً من دخول الماء إلى الجوف.


صيام رمضان، من حيث الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة عبادة فردية، كلف الله تعالى بها كل مسلم، بشكل فردي، طالما كان قادراً عليها، وتوفرت شروط القيام بها، وعلى من لا يتحمل القيام بها مؤقتاً القضاء، ومن لا يتحمل القيام بها أبدياً الكفارة المعروفة في الفقه الإسلامي، والعذر المبيح للإفطار لا بد أن يكون عذراً حقيقياً، ومؤيداً.

أختم بأن الاعتذار بكورونا أمر سابق لأوانه، والفيصل في الكلام عنه يعود للأطباء الثِّقات، وما يرونه ضرورياً من أجل الحفاظ على صحة الإنسان، وقرار أهل الاختصاص ملزم بالإفطار من عدمه، وليس كلام الدخلاء.. اللهم بلغنا رمضان في خير، وأزل عن الدنيا ما حلَّ بها، واجعل الكل في دائرة الإحسان، لا الامتحان.