الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

المحتوى التسويقي

التسويق للسلع عنصر رئيسي لا يقل أهمية عن الإنتاج والتسعير وإدارة المشروع ككل، وعادة ما يقع أصحاب المشاريع الصغيرة في مطبين، هما: إنتاج ما يرغبون فيه وما لا يرغب فيه الجمهور، واتباع قنوات التسويق النمطية سواء الورقية أو الرقمية دون الانتباه إلى نوعية السلعة.

فالتسويق المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً قد يصلح لبيع الملابس، الدورات التدريبية، أو الألعاب الإلكترونية، ولكنه لا يصلح للسلع الغالية أو ذات المواصفات التفصيلية، أو التي تشبّع بها السوق، لذا يعاني أغلب المعلنين من ضعف أثر إعلاناتهم على تجاوب الجمهور أو قيمة المبيعات، فالخلل ليس بالسلعة وإنما في القناة التسويقية.

لذا ينصح المختصون بمنهج تسويقي يعرف بـ«المحتوى التسويقي»، الذي يتميز بطريقة تسويق إبداعية تستهدف قلب العميل وتتجنب البيع المباشر، ويمكن تعريف المحتوى التسويقي بإنتاج محتوى تثقيفي ونشره، مع التركيز على تحقيق منفعة عامة للجمهور في مجال ذات صلة بالسلعة.


وعادة ما يعمل المحتوى التسويقي ذو الطابع التثقيفي على استقطاب الجمهور واصطحابهم في رحلة للتعرف على طبيعة الصناعة ثم مزايا السلعة، والإجابة عن تساؤلات المهتمين ومساعدتهم على اتخاذ قرار الشراء في نهاية المطاف، فبائع السيارات وملحقاتها يمكنه إنتاج محتوى يتناول المقارنة بين مزايا السيارات وعيوبها ووكلائها مثلاً، وبائع التمور يتحدث عن التمور، أنواعها وزراعتها ومعالجة آفاتها، وقس على ذلك.


رغم أن هذه الطريقة تتطلب جهداً فكرياً ووقتاً أطول بكثير من الإعلانات المباشرة، إلا أنها تقدم للعملاء قيمة مضافة تتجاوز السلعة ذاتها، وتفتح للشركة فرصاً تسويقية وسوقاً غير مزدحم بالمنافسين، وتؤسس لقاعدة عريضة من العملاء الموالين.