الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

شدة وستزول

لعلنا نستغرب جميعاً من جائحة فيروس كورونا، التي عصفت بالعالم والمعمورة، فهذه الأوبئة الفتاكة قد نظن أنها موجودة في بطون الكتب عبر صفحات التاريخ القديم، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فسبق أمره وقضاؤه فوقع هذا البلاء العظيم، وكل هذا التقدير فيه خير لنا جميعاً بإذنه سبحانه وتعالى، فعلينا أن نتفاءل ونحسن الظن، فمهما عظمت الشدة فإنها ستزول إن شاء الله، ولنتذكر شدائد عظيمة مرت على الأمة فيسرها الله وانجلت الغمة، ففي حادثة الهجرة يقول الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: «لو أن أحدهم أبصر موضع قدميه لرآنا، فيطمئنه سيد الثقلين عليه الصلاة والسلام في هذه اللحظات العصيبة: ما ظنك باثنين الله ثالثهما».

وهكذا ينبغي أن نفكر ونعتبر وأن نكون على يقين تام بإذن الله أن هذه الشدة ستزول وتنجلي، ولنحذر أشد الحذر من الجزع والهلع والوسوسة العظيمة، فالأمل بالله عظيم.

ومن المواقف المشهودة في جائحة كورونا كلمات ولاة أمرنا الكرام في تشجيع الناس وبث الطمأنينة فيهم، وهذا درس ينبغي على كل مسؤول أن يتعلم منه، فنزول القائد بنفسه إلى الميدان ووقوفه مع جميع العاملين في خط المواجهة الأول، وتشجيعه وحثه لهم على الصبر والاحتساب وتبشير الناس بالخير من أعظم صفات القائد العظيم، ولا تزال كلمة صاحب سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله ورعاه، ترن في آذان الناس (لا تشلون هم) ففيها بث لروح الأمل والتفاؤل، والناس يقتدون بقادتهم، وشتان ما بين هذه الكلمات النبيلة وكلمات لآخرين يخاطبون فيها الناس بالاستعداد لفقد أقاربهم وأحبابهم!


وفي خضم انشغال الناس بجائحة كورونا ينبغي أن نتوقف عند جهود الأطباء والعاملين في المجال الطبي، وانظروا إلى جانب عظيم تطوعت به طبيبة فاضلة جزاها الله كل خير، فعندما ماتت إحدى السيدات بسبب فيروس كورونا استصعب أمر تغسيلها على المغسلات وخشين من انتقال الوباء لهن، فقامت هذه الطبيبة مشكورة بالتطوع بتغسيل هذه السيدة، وهذا موقف نبيل منها، وشيء يسير من مواقف كثيرة يقوم بها الأطباء وغيرهم ممن يبذلون تضحيات عظيمة لخدمة الناس في جائحة كورونا، وهذه المواقف النبيلة لا بد أن تعيد البوصلة في الاتجاه الصحيح، فنعرف أن لهذه الفئات حق التكريم والتقدير والاحترام، فاللهم اجزهم خير الجزاء.