الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كورونا.. مهزلة العقل البشري

مشايخ دين يضعون أيديهم على رؤوس أتباعهم لمباركتهم وحمايتهم ودفعهم للعق الأضرحة، وآخرون يؤكدون أن المرض لا يصيب المسلمين، ويقابلهم قساوسة يحثون على تقديم القرابين، وحاخامات يقسمون بأن كورونا لا يصيب اليهود، لأنه يحبهم، والفيروس أرسل لقتل أتباع باقي الأديان.

كلها صور ومقاطع حية مرت علينا زمن «كورونا»!، في وقت اجتمعت فيه العقائد الدينية بالمعتقدات الشعبية والخرافات القديمة في زمن الأوبئة نتيجة الخوف من المجهول، ليغيب المنطق والعقل في وقت تتأخر فيه الإجابات العلمية.

لا يعني ذلك أن المتأثرين اليوم هم فقط من كبار السن أو من ذوي التعليم المتواضع بل حتى حملة الشهادات وغيرهم ينجرون وراء ذلك، والسبب هنا العاطفة التي تبحث عن دواء للأفكار الوسواسية والقلق ودماغ الإنسان الذي يلجأ إلى أي فكرة تهدئ من روعه، عندما يواجه ظاهرة لا يفهمها حسب ما يقول علماء الأنثروبولوجيا.


ويتجه البعض في ظل هذه الأزمة إلى الوصفات الشعبية والطب البديل بحجة أن هناك استهدافاً من منظمات عالمية لسرقة جيوب الناس من وراء الأدوية والعقاقير، فتتسع فجوة الوعي ويتعمق الجهل والخرافة من جديد في المجتمعات.


إذاً ما هو السبيل لمواجهة مهزلة العقل البشري في وقت بات فيه التأثير على ملايين العقول أمراً سهلاً وبكبسة زر؟ وما دور هذه الممارسات في إعاقة عمليات إقناع الناس بالتكاتف مع الجهات الرسمية والمرجعيات العليا للتغلب على الوباء؟ وهل هناك دور للتشريع والقانون في كبح جماح انتشار الخرافة عبر إعادة نشرها وترويجها على غرار الشائعات؟

هي جملة تساؤلات مفتوحة ربما تشق طريقها بين تساؤلات أخرى كبيرة تفكر في المال والاقتصاد!