السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بكاء «صلوا في بيوتكم»

المسجد قريب من منزلنا، نسمع الآذان 5 مرات في اليوم بصوت عال، أجلس مع والدتي فيأتي في ختام الآذان «صلوا في بيوتكم»، يعيد المؤذن تكرار هذا العبارة 3 مرات، ترتجف أمي وتمسح دموعها لسماعها هذه العبارة، العالم الإسلامي كله يبكي، وهو يشاهد الحرم المكي والحرم النبوي من دون مصلين، ولكن هذا لا يعني انتهاء العالم، لا يعني سوى أننا نمر بجائحة عالمية، وعلينا أخذ الحيطة والحذر، واتباع التعليمات التي تبث عبر الوسائل الإعلامية الموثوق بها.

لكن تبقى عبارة «صلوا في بيوتكم» أمراً جديداً في حياتنا المعتادة في الوطن الإسلامي، جميعنا لم نتخيَّل ذلك، وعلى الأخص كبار السن، ومن الطبيعي أن تجدهم يبكون، متأثرين بالحقيقة الفعلية أن عليهم أن يغيروا من عاداتهم الدينية، لصالح المجتمع الذي يعيشون فيه.

العالم بدأ في التغير، أعرف جيداً أننا كنا مبهورين بما وصلنا إليه في طفرة غير مسبوقة في علوم التكنولوجيا والتقنية، وتسارع الاختراعات بين الشركات العالمية، لكي يجعلوا من الكون قرية صغيرة، وبالفعل أصبح الكون مجرد قرية، والدليل أن فيروس كورونا قد استطاع أن يوحد العالم كله أمام هذه الجائحة المرضية المخيفة.


نعيش أياماً قاسية وصعبة، وبدا علينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا، وأن نقلل من توقعاتنا بما وصلنا إليه من الناحية التكنولوجية، فبقاؤنا أحياء أهم بكثير من شراء جهاز جديد يستطيع أن يجعلك تتخيل أنك تعيش على سطح القمر.


العالم كله يريد أن يستيقظ على خبر وجود لقاح قادر على علاج الفيروس، وحتى يأتي هذا اليوم قريباً إن شاء الله، يتوجب علينا ألا نعيش تحت تخدير العقل والهروب من الواقع، وعلينا أن نصلي في بيوتنا.