الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أبطال المرحلة

اعتدنا أن نرى الآباء والأمهات يشجعون أبناءهم على دراسة الطب، ويتفاخرون أمام أقرانهم عندما تتحول هذه الأمنيات إلى واقع مشاهد وملموس.. لكن هذا الأمر تغيّر كثيراً في السنوات الأخيرة، وبدأنا نلمس فتوراً كبيراً تجاه هذه المهنة.. ليس لأنها عديمة الأهمية، وإنما لأن العائد منها لا يتوازى مع الجهد المبذول.

فخريج الثانوية العامة بمجرد التحاقه بكلية الطب تنقلب حياته رأساً على عقب، وينقطع شيئاً فشيئاً عن الحياة العامة، ويقضي معظم وقته في الغرف المغلقة يذاكر ويبحث.. وبعد التخرج يُمضي نصف حياته أو أكثر بين أروقة المستشفيات، يتنقل ما بين العيادات الخارجية وغرف العمليات وأقسام الطوارئ.. وخطأ واحد منه، كفيل بإنهاء مسيرته المهنية، وفي آخر الشهر يحصل على راتب لا يزيد كثيراً عن راتب زميله الإداري الذي درس أربع سنوات في كلية الإدارة، وتقتصر مهامه على إسكان المرضى في الغرف، أو ضبط عملية حضور الموظفين وانصرافهم.. ولو أخطأ في جزئية ما لا ينتبه لخطئه أحد.

هذا الوضع غير المنطقي دفع كثيراً من الآباء والأمهات إلى إعادة التفكير في هذه المهنة، ومن ثم توجيه أبنائهم إلى تخصصات أخرى، تعود على خريجيها بمنافع أكبر مقابل مجهود أقل.


أزمة كوفيد-19 على الرغم من ثقلها وجسامة أضرارها إلا أنها سلطت الأضواء على كثير من مكامن النقص والخلل، ومنها عدم تناسب أجور عدد من الوظائف مع الجهود المبذولة فيها، سواء بالزيادة أو بالنقصان، وفي مقدمتها مهنة الطب.