الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

قناعاتنا.. مرآة حقيقتنا

ربما بعد عقدين من الزمن، يستطيع الإنسان أن يجد تفسيراً لكثير مما مرَّ به، وعجز عن إيجاد معنى له أو فك رموزه في حينها، ليجدها وقد تحولت إلى دروس مجانية يقاوم بها ما يمر به الآن.

فالقناعات تُبنى على أساس الوعي الذاتي للإنسان، والفهم المبني على المعرفة وما مر به من تجارب في حياته، هي الخطوط العريضة لملامح أي شخصية، هوية الفرد الناتجة عن أصالة فكره، وإيمانه الحقيقي بها.

فالقناعات هي ما بين الأصيل الثابت وما بين اللحظي الانفعالي المؤقت، فأن تترك أمراً ما ومن ذاتك لأنه ما عاد مجدياً لك وغير لائق بك، أو لأنه ليس ذا قيمة لتستبقيه أو تبقي عليه، ليس كما تتركه مرغماً لأجل إرضاء أحد!.


أن تستغني بكامل قناعتك وإرادتك لأنك مكتفٍ، ومقتنع كل الاقتناع بأنه لا يصلح لك، ليس كأن تتركه ونفسك به.


في علاقاتنا الإنسانية، هناك إشكالية غاية في التعقيد تواجه البعض منا، ويستسلم لها دون أن يحرّك ساكناً أو يوقظ ضميره لحسمها أو تحديد موقفه تجاه بعضها، بسبب انعدام المسؤولية وضعف الإرادة، بمواجهة الذات وتفنيد مشاعر الحب من اللاحب، بالتفريق بين الحب أو الإعجاب، بين ما يمكن الاستغناء عنه واللاممكن، بين الحاضر فيك بقوة وما بين اللحظي العابر، بين أن تحدد احتياجاتك الحقيقية في حياتك وكيف تفصلها عن رغباتك البوهيمية الطارئة!

لقد خلصتُ إلى قناعة شخصية، وهي: «أن كل شيء سيخضع لاختبارات الحياة عاجلاً أم آجلاً، وأولها (حقيقتنا)، حقيقة مبادئنا وقيمنا وقناعاتنا، مشاعرنا وعلاقاتنا الإنسانية المزعومة، فإمّا أن تثبت لنا هشاشتنا أوهشاشتها!».